صالح العلي اليحيى سافر ورفيق له إلى الرياض لطلب العلم في أوائل القرن الرابع عشر الهجري وعادا من الرياض إلى بريدة على أقدامهما وليس معهما طعام يأكلانه في الطريق، وفي مكان قرب الشماسية نزلا ليلًا ضيفين على صاحب مزرعة وقد اعتذر إليهما بأنه ليس لديه من الطعام ما يقدمه لهما فباتا ليلتهما طاويين من الجوع.
وفي الصباح سارا على أقدامهما ووصلا إلى الشماسية في أول النهار وأرادوا أن يواصلا سيرهما إلى بريدة على وضعهما من الجوع والتعب فاعترضهما رجل من أهل الشماسية وسلم عليهما ودعاهما لشرب القهوة والراحة لديه لأنه يعرف الطريق ويعرف أنهما متعبان فاعتذرا عن عدم قبول دعوته فألح عليهما وألزمهما بالراحة وشرب القهوة فقبلا دعوته فقدم القهوة لهما ثم قدم لهما طعامًا فأكلا وشربا وارتاحا وانصرف الرجلان من منزل المضيف وعند انصرافهما سأل صالح العلي اليحيى عن اسم صاحب النخل وهو المضيف فعرف باسمه فحفظ الاسم في ذاكرته ومضت الأيام والشهور والسنون وانتقل صالح العلي اليحيى إلى الكويت واشتغل بالتجارة وحصل على مال وفير ورجع إلى بريدة وفتح محلا تجاريا وصار تاجرا مرموقا في بريدة.
وفي يوم من الأيام جاء إليه أولاد مضيفه وعرضوا عليه حاجة مزرعتهم إلى مال التركيب ماكينة وتعمير وإصلاح فسألهم عن أسمائهم فأخبروه بأسمائهم فذكر أنهم أولاد الذي ضيّقه ورفيق سفره فقال: والدكم له علينا معروف وسوف أقوم بتأمين ما تحتاجه المزرعة والفلاحة والنخل، وأمن لهم المال اللازم والماكينة فصلحت وعمرت فلاحتهم وحصلوا على مال منها وصار شريكًا لهم في المزرعة، وقد طلبوا منه إنهاء الشراكة فوافق وقال الشيء الذي ترونه ادفعوه عن قدرة ورغبة وأنا أقبله فدفعوا له مائة ألف ريال