أنني ذكرت المثل العامي المصري الذي يقول:(كل شيخ له طريقة) ومرادهم بالشيخ وأحد شيوخ الطرق الصوفية لذلك عزمت على أن أمضي فيما بدأته عنه، أسوة بما أكتبه عن عدد من الأشخاص البارزين في شيء من الأشياء مثل (حمد الصقعبي)(مطوع اللسيب) والنائب (قني) والملا ابن سيف.
وقلت في نفسي: إن طريقتي في التأليف ربما يميل إليها بعض القراء أكثر مما يميلون للطرق الأخرى.
ثم إن هناك شيئًا مهما جدًّا وهو أن الذي يكتب عن شخص ليس من أسرته يكون لكتابته أثر أكثر مما يكتبها أقاربه، لأن بعض الناس يعتبرون الكتابة والتأليف عن شخص بمثابة الشهادة له والشهادة من الأقارب مجروحة - عرفًا - إذا صدرت من قريب لقريبه.
أما أنا فليست لي قرابة به كقرابة حفيد حفيده، وإنما هي القرابة العلمية، ومحبة الفضل والإحسان، وأهله الذين على رأسهم علي المقبل رحمه الله.
ومع ذلك لن أخلي هذا الموضع من المعجم في ترجمة علي بن مقبل من أشياء كنت كتبتها قبل أن يطرأ على ذهني تأليف كتاب عنه، وقبل أن أعرف أن حفيده المذكور عبد العزيز كتب عنها شيئًا والله الموفق.
[أفعال علي بن مقبل الخيرية]
من ذلك أنه سُور مقبرة بريدة القديمة التي كانت موجودة منذ عهد حجيلان بن حمد، وربما قبل ذلك، سوًّرها بسور محكم وذلك فيما يقال: إن أحدهم رأى رؤيا في المنام أن أحد المدفونين فيها خرج من قبره شاكيًا صارخًا بأن الناس أذوهم لأن أهل الحبوب كانوا يجمعون فيها السماد حتى إذا اجتمع نقلوه إلى فلاحاتهم لتسميد البساتين، كما أن بعض الناس يتخذونها ممرًا، إلى جانب إهانات أخرى للقبور،