فاتفق علي بن مقبل مع صالح الماضي أحد معلمي البناء بالطين المشهورين على أن يسورها على نفقته ولكن شرط عليه إلا يخبر أحدًا بذلك.
قال لي ابنه سليمان بن علي بن مقبل: إن والدي كان يعطي ابن ماضي تمرا من عندنا للحرفية - العمال - ولكنه كان يقول لنا: إنه يعطيه إياه دينًا عليه، وهكذا لم يعلم أحد بذلك إلا من صالح الماضي بعد موت علي المقبل.
وعلي بن مقبل كان مشهورًا بالورع حتى في الكلام، فكانت له معاريض كان يستعمل بعضها أهل نجد، من ذلك أنه كان عندهم في بيتهم صُفَّة أي غرفة جعل اسمها عند أهل بيته (خضيرا) فكان إذا طرق الباب عليه أحد لا يريد لقاءه أو لا يستطيع ذلك لشغله قال لأولاده:
لا تقولون أبونا ماهوب بالبيت تكذبون قولوا إنه (بخضيرا)، يريد بها هذه الصفة، ويوهم سامعه أنه خارج إلى خضيرا الخب الشرقي من خبوب بريدة الشرقية.
ومن ذلك أنه إذا طلب منه أحد نقودًا وهو يستحي من مجابهته بالرد وضع أي علي المقبل يده على فخذه وقال:(والله يا أخي الآن ما تحت يدي شيء من الدراهم) يريد في تلك اللحظة وسامعه يتوهم أنه يريد أنه ليس عنده شيء من النقود.
ومما يذكر لعلي المقبل في محبته للمشايخ وطلبة العلم أنه ذهب وفد من المحبين لطلبة العلم والمشايخ إلى حائل للشفاعة عند الأمير عبد العزيز بن متعب بن رشيد لإطلاق سراح الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم الذي كان نفاه الأمير ابن رشيد إلى (النبهانية) عقابًا له في تحريض الناس على قتال ابن رشيد سنة الطرفية في عام ١٣١٨ هـ، وكان من هذا الوفد الوجيه الثري الثقة ناصر بن سليمان بن سيف، قيل: وجدوا عند ابن رشيد الشاعر علي الحريص من أهل بريدة وقد نظم قصيدة عامية يذم فيها المشايخ وأتباع آل سليم، ويثلبهم لأنه من محبي الشيخ إبراهيم بن جاسر ومن معه، وهم ضد هؤلاء الذين هم من أنصار