وكان ريقه ناشفًا ولا يستطيع فتح فمه، لشدة التصاق شفتيه، إلا أنه لم يكن معه ماء مطلقا، فأخذ قليلًا من بوله بيده وفك به شفتيه، ثم تفقد الراحلة فوجد أن الرصاصة التي أصابت الناقة لم تصب مقتلًا.
[الفصل الخامس]
تابع مسيره ليلا قاصدًا الرياض فوصلها بعد عناء وتعب حيث أخذ منه العطش مأخذه، وبعد وصوله إلى الرياض أقام فيها عدة أيام حتى استرد فيها عافيته وعافية راحلته بعد أن عالجها، أما القافلة فقد تابعت مسيرها إلى الأحساء بعد انحسار الغارة ومن ثم لحق بها.
[الفصل السادس]
انتشر خبر الغارة وخبر فقد مزودة الذهب وقد تابعت القافلة مسيرها بعد عدة أيام إلى الأحساء، فجاء أحد أصحاب الأمانات وكان قد علم بالخبر، لكنه لم يصدق، وهو من سكان الأحساء ويسمى العجاجي، وأخذ يقرره شاكًا بأن ما حصل غير صحيح، وأن محمد انتهز فرصة الغارة فأخفى الذهب، وظل الأمر على هذه الحال عدة أشهر وهو يحاول أن يقرره ويرسل له وسطاء مغريًا إياه بأنه سيعطيه جزءًا من الذهب، فغضب عليه محمد وقال له: إن هذا اتهام بالخيانة ولا يمكن أن أرضاه لنفسي، وهدده بأنه لن يحمل له أو منه أية أمانات بعد اليوم.
[الفصل الأخير وهو وجود المزودة وظهور براءته]
استمر الحال في السؤال عن الذهب فجاءت الأخبار بأنه يوجد رجل يمتهن عمل الفحم في مكان وقوع المعركة، وأنه قد تغيرت حاله فجأة، فشيد بيتًا من الشعر مروبعًا، وتزوج واشترى فرسًا، فذهب إليه التجار أصحاب الأمانات ونزلوا عليه وفاتحوه في الأمر فأنكر في البداية أنه وجد أي شيء من هذا القبيل فقالوا له: نحن نعلم أنك قد وجدت المزودة، وأنت الآن بين خيارين لا ثالث لهما: