إما أن تعطينا المزودة بما فيها وما أخذته منها فهو لك حلال وإلا فسنضطر للخيار الثاني وهو أن نرفع أمرك إلى الأمير عبد الله بن جلوي، وأنت تعرف ماذا يعني ذلك.
فقال الرجل: تعاهدونني على قولكم الأول؟ قالوا: نعم، فعاهدوه، فأعطاهم المزودة ووجدوا أنه لم يأخذ منه إلا جنيهات قليلة، وكان وقتها قد ارتفع سعره أضعافًا، فكسب أصحاب الذهب مكسبًا هائلًا.
فجاءوا إلى محمد يطلبون منه السماح، ويعرضون عليه ما يريد، فقال: إنها أمانة قد أخرج الله براءتي منها وهذا يكفيني.
ومن الطرائف العجيبة أن ذلك الرجل الذي حاول قتل محمد قد قابله في أحد أسفاره بعد مدة، ولما تعرف عليه رحب به هو وقبيلته واسمه شالح، وقال له: والله يا الحميدي وإن ما ثارت بندقي إلا بلحم إلا أنت خلص فشقي، وأخر وحده خليتها بالناقة، ولكن لم تصب، فسبحان الذي نجاك مني.
خاتمة: بعد أن انتهى زمن الترحال، استقر في آخر حياته في بريدة وأسس فيها أول مصنع بلك عام ١٣٨٢ هـ، ويقع بجوار مستشفى بريدة المركزي من الجنوب، ثم تغير موقع المصنع عدة مرات حسب اتساع المدينة إلى أن توفي عام ١٤٠٣ هـ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
كتبه ابنه: عبد الله بن محمد الطريقي مدير المالية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيم.
وأقول: قصة مزودة الذهب هذه رواها لي سليمان بن عبد الله العيد على الوجه التالي:
وذلك أن الذهب غلي مرة في الأحساء والكويت حتى وصل سعر الجنيه الذهبية إلى تسعة ريالات، وكان الكويت مغلقا بسبب التشديد في معاقبة المهربين.