فأخذ محمد بن صالح الطريقي جنيهات ذهبية من عدد من أهل بريدة بضاعة، أي مضاربة يبيعها في الأحساء ويأتي ببضائع بثمنها، والربح بينه وبين أهلها.
وقد جمع مجموعة من الجنهيات كثيرة من بريدة جعلها في مزودة، وحملها على ناقته وسافر، وفي آخر النهار من يوم من الأيام التي كان فيها من الصمان غير بعيد من الأحساء خرج عليه قوم من اللصوص، وقطاع الطريق معهم بنادق ومعه بندق ولكنهم نحو العشرة فهرب منهم، وصاروا يترامون هم وإياه حتى غربت الشمس وأظلم الجو، وكانوا أصابوا علاقة المزودة برصاصة فسقطت من دون أن يعلم وفيها الجنيهات فعاد إليها في الليل بعد أن كفوا عنه وبحث عنها ولم يجدها لأنه كان في حالة غير طبيعية.
وذهب إلى الأمير عبد الله بن جلوي أمير الأحساء وقص عليه القصة فأمره بكتمان الأمر، وسأله عن المكان التي وقعت فيه المزودة، فأخبره، فطلب ابن جلوي من الذين يسكنون فيه من أهل البادية فقال لهم إذا فقدتم أحدًا فخبروني فبعد شهر جاءوا إليه، وقالوا: فقدنا فلان ذهب إلى مكة، وقيل: إنه اشترى فيها بيتًا فطلبه من أمير مكة المكرمة.
وقال له ابن جلوي: علمنا وعليك الله وأمانه ما يمسك شيء وين المزودة والجنيهات اللي فيها، إلَّا فاوالله إني لأقطع رأسك.
فأقر، وأتى بما معه منها وباع البيت الذي في مكة وسلم قيمته للطريقي مع باقي النقود.
وفي الختام تذكر أن (المزودة) تعني كيسًا محاكًا حياكة قوية خاصة وعلى إطاره الخارجي جلد أيضًا تقوية له.
ومن أخبار محمد الصالح الطريقي أيضًا أنه كان ربي عند علي العبد المنعم لأنه خاله وقد مات والده.