وقد اشتهر الشيخ محمد الحسين عندنا بالعبادة والكف عن الدخول في أمور الدنيا وبالورع الشديد، والانعزال عن مخالطة العوام، فكان رجلًا من رجال الآخرة.
[توليه القضاء في بريدة]
كان الشيخ عمر بن محمد بن سليم قاضي بريدة وأكثر أنحاء القصيم وكبير علمائها يتولى وظائف عديدة في الواقع، وإن لم تذكر علنًا ومن أهمها أنه كان أستاذ العلماء والقضاة الذي تخرج على يده عدد من العلماء والقضاة من أهل بريدة أكثر من غيرها من أنحاء القصيم فكان يجلس لطلبة العلم يلقي عليهم الدروس، ويوضح لهم علوم الشريعة المعروفة آنذاك من الفقه والتوحيد والحديث والتفسير وحتى علوم الآلة كالنحو.
وهو إلى ذلك قاضي البلد وما يتبعه، فلما توفي في آخر ذي الحجة عام ١٣٦٢ هـ شغرت هاتان الوظيفتان الرئيستان، وإن لم تكونا تسميان بذلك فاجتمع تلاميذ الشيخ عمر من كبار العلماء وحتى من القضاة الذين كانوا يستفيدون منه وبحثوا أمر من يخلف الشيخ عمر بن سليم فوقع نظرهم على الشيخ عبد العزيز بن باز، وكان آنذاك يتولى قضاء الخرج، ويجلس لطلبة العلم فيه، فأبرقوا للملك عبد العزيز بما معناه إن شيخنا الشيخ عمر بن سليم رحمه الله كان يجلس لطلبة العلم في جامع بريدة ونرجو أن تبعثوا لنا بديلًا عنه الشيخ عبد العزيز بن باز.
أما الوظيفة المهمة أو ربما هي الأهم من الناحية الواقعية المتكررة فهي وظيفة القضاء وهنا كان لآل مشيقح مسعى معروف بأن يتولى القضاء شخص من (الإخوان) وهم المشايخ وطلبة العلم من تلاميذ آل سليم، لأن آل مشيقح بطبيعتهم هم من طلبة العلم ومن المشايخ المؤيدين المعروفين لآل سليم.