فاجتمعوا وفهد الرشودي وكتبوا للملك عبد العزيز آل سعود يطلبون أن يتولى القضاء في بريدة الشيخ محمد بن حسين، وقالوا فيما بينهم: إنه من المشايخ أهل البلد، وإنه مشهور بالعفة عما في أيدي الناس، وبالورع في إصدار الأحكام، شأنه في ذلك شأن مشايخه من علماء آل سليم.
وكتبوا للملك عبد العزيز آل سعود بذلك، فأجابهم إلى ذلك وعين الشيخ محمد بن حسين قاضيًا في بريدة.
وأما طلبة العلم والمشايخ فإن الملك عبد العزيز لم يجبهم إلى طلبهم بإرسال الشيخ ابن باز إليهم مدرسًا لهم، وإنما أجابهم بأنه سيرسل الشيخ عبد الله بن حميد ليجلس للمشايخ والطلبة في جامع بريدة، عوضًا عن الشيخ عمر بن سليم رحمه الله.
كان الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد آنذاك يشغل وظيفة قاضي سدير ولا تشمل قضاء المجمعة، فقدم بأمر الملك عبد العزيز إلى بريدة ومعه ثلاثة من الطلبة المرافقين وجلس لطلبة العلم في جامع بريدة، بل واصل الدروس فيه، فأعجب طلبة العلم بطريقته في التدريس التي تعتمد على المناقشة، وبكثرة استدعائه للمراجع العلمية عند الحاجة.
فبقي ثلاثة أشهر وبضعة عشر يومًا، وهو مدرس فقط وليس قاضيًا، وكان الملك عبد العزيز قد اختاره لبريدة لأنه يعرف أن بعض طلبة العلم فيها لا يزالون من جماعة الشيخ ابن جاسر، وعرف أن الشيخ ابن حميد هو الشخص الذي لا يستطيع أحد أن يؤثر عليه، وأنه سوف يرضي المشايخ وطلبة العلم من تلاميذ آل سليم الذين هم مؤيدون بطبيعتهم واتجاههم لآل سعود كما سيرضى غيرهم.
هذا وكان القاضي في هذه الأثناء في بريدة هو الشيخ محمد بن حسين من دون أن يكون يجلس لطلبة العلم في الجامع للتدريس، أو إفادة الطلاب في