أخرجت أسرة المقبل هذه عددًا من العلماء والمشايخ القضاة وعددًا من طلبة العلم والكتبة، واستمرت على ذلك فترة حتى زمننا حيث أرسل أهل بريدة إلى صالح بن الشيخ محمد بن مقبل قاضي البكيرية بعد وفاة الشيخ عبد الله بن رشيد الفرج وكان إمام وخطيب جامع البصر أن يكون خطيبًا في جامع بريدة الكبير، فقام بذلك مدة ليست طويلة واعتذر بأن أعماله وأملاكهم وأوقافهم في البصر وما حوله تحتاج إلى أن يبقى هناك.
وقد صليت خلفه وأنا صغير، وقد سكن صالح المقبل بعد ذلك بريدة ومات فيها عام ١٤١٤ هـ أو ١٤١٥ هـ.
أما أول من طلب العلم منهم فإننا لا نعرفه لأن محمد بن حسن المقبل الذي تقدم ذكره ونقل وصيته هو طالب علم كما قلنا، وهو قبل الشيخ سليمان بن علي.
[أشهر علماء المقبل]
لكن أشهر علماء المقبل وأسبرهم ذكرًا في البلاد، وأعلاهم قدرًا عند الناس من العامة والخاصة هو الشيخ العلامة سليمان بن علي المقبل قاضي بريدة، بل القاضي الذي بقي على قضاء بريدة أطول مدة أمضاها قاض قبله، وكذلك من بعده، وقد زادت على أربعين عامًا تخللتها فترات قصيرة تولى القضاء فيها الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، ولكنها قصيرة كان الشيخ ابن مقبل يعود إلى القضاء بعدها تحت إلحاح من أهل بريدة.
وعندما طال عهده في القضاء وألح عليه كبر السن طلب من أمير بريدة حسن المهنا ومن أهل بريدة أن يعفوه من القضاء فامتنعوا من ذلك وأبوا أشد الإباء، مما حمله وقد عرف أنهم لن يعفوه أن يحج ويبقى بعد الحج في مكة ويرسل إليهم كتابًا من مكة مع الحجاج العائدين قائلا: إنني سأبقى في مكة مجاورًا في الحرم فابحثوا لكم عن قاض.