عبد الله بن محمد المضيان من أهل بريدة سافر منها إلى الكويت وهو شاب واشتغل بالتجارة في الكويت مدة ثم انتقل من الكويت إلى الزبير وفتح متجرا في سوق العبي يعمل فيه بالتجارة، وكان مضيافا يقصد الضيوف بيته على اختلاف طبقاتهم وبلدانهم من جهات نجد، وكان غير مسرف في إعداد الطعام لضيوفه لئلا ينفرهم عن ضيافته.
وكان قد خصص مكانا في بيته للمرضى من أهل نجد عرفه الناس فكانوا يقصدونه فيقوم برعاية المرضى هو وزوجته وأولاده، وإعاشتهم وعلاجهم في وقت لم يكن بالزبير مستشفى ولا أطباء، وعاد إلى الكويت عام ١٣٤٦ هـ قد ألف الكويت والتعامل مع تجارها، وكان يتردد على الكويت وهو بالزبير للتجارة، وأقام بالكويت مدة ثم انتقل إلى مدينة بريدة بأسرته وبقي في بريدة موضع إكرام المواطنين حتى توفي عام ١٣٥٤ هـ.
وله أولاد، وكان أحدهم وهو أحمد قد تولى إدارة وتشغيل وصيانة كهرباء قصور الملك عبد العزيز آل سعود بالرياض في المربع ولعله أول مهندس كهرباء سعودي، وله أولاد في الكويت وولد اسمه صالح بالدمام يعمل موظفًا بإدارة الأوقاف ثم في مصلحة الأشغال بالدمام.
ومن حسنات عبد الله بن محمد المضيان أنه تولى تعليم سليمان الناصر الوشمي بإحدى المدارس في الزبير، وعند وفاة عبد الله بن محمد المضيان كان عنده أحد أقاربه من آل مضيان فطلب عبد الله منه أن يقرأ عليه سورة يس من القرآن فقال له قريبه أنت طيب، فقال أنا أعرف الموت أقرأ علي سورة يس لقد مات على صدري أربعون رجلًا من أهل نجد في الزبير.
فانظر إلى هذا القول فإذا كان الذين ماتوا في بيته أربعون رجلًا فكم عدد الذين شفاهم الله من المرض في داره وعدد الذين انتقلوا من عنده إلى بلاد أخرى وهم مرضي، رحمه الله (١).