لقد بدأت بكتابة أسر بريدة، وذلك لأمور، منها أن بريدة هي مسقط رأسي، ومسرح أنفاسي، ودار آبائي وأجدادي إلى خمسة عشر جدًّا أو يزيدون، وهي التي فتحت عيني على أهلها، واطلعت على فرعها وأصلها.
ومنها أن بريدة صارت الآن مدينة كبيرة تسكنها أسر كثيرة وفدت إليها من غير أهلها ومن ذلك طائفة من أبناء القبائل العربية التي كانت مساكنها قريبة منها.
ومنها: أن لديَّ المعرفة بأسر بريدة، بحكم ما ذكرته أكثر مما لديَّ عن غيرها من ناحية المعرفة الشخصية، وإن كانت المعلومات متجددة، وإذا طلبها المرء ووفق في العثور عليها فإنها تكون أو بعضها أكثر مما يعرفه سكانها أو بعضهم.
لذلك صح عزمي، وحزمت أمري على البدء بكتابة شيء عن أسر بريدة سيكون بمثابة الاختبار لوقع المعلومات التي أذكرها فيه على نفوس المواطنين من أجل ملاحظة ذلك في الطبعة الثانية لكتاب (أسر بريدة) إن قدر له أن يطبع طبعة ثانية، ولكتاب الأسر الأخرى لبقية أهل القصيم.
[أسر بريدة]
بقي أن أذكر اصطلاحي في هذا الكتاب وهو أنني أقصد بأهل بريدة من كانوا من أهلها سواء أهاجر بعضهم إلى الرياض أو أقام في مدينة أخرى، كما أنني أذكر من أهلها من اتخذها دارا من غير أهلها ما عدا من جاء منها لعمل مؤقت حكومي أو غير حكومي فإنني لا أعتبر أسرته من أهل بريدة، ولاسيما من كانوا كذلك في القديم، أو من سكنوها في القديم القريب الذي ربما يحدد بمنتصف القرن الرابع عشر أو نحو ذلك.
وهناك طوائف من الأعراب وأهل البادية سكنوا في أطراف مدينة بريدة ثم التحمت مساكنهم في بريدة وصارت جزءًا منها وعددهم كبير، لأن القرى والهجر