ولذلك صرت أنظر بعين الاعتبار - عند نفسي - إلى أن أطلب التقاعد عن العمل، لأن (ستين سنة) من العمل في الحكومة شيء كثير ولله الحمد، وإن لم يفاتحني بالإقالة، أو الإحالة على التقاعد مفاتح من الحكومة، ذلك بأن تعييني كان بناء على أمر ملكي في المرتبة الممتازة ومن يكون كذلك لا يُقال من عمله أو يحال إلى التقاعد إلَّا بأمر ملكي، ولم يصدر مثل هذا الأمر الملكي بعد بشأني، غير أنني أنا صرت أفكر في طلب إقالتي بعد هذه المدة الطويلة من العمل.
ما اختاره الله خير:
إنني إذا رجعت إلى ما أنجزته خلال السنوات العشرين الماضية من كتب، وجدت أنها تزيد على مائة كتاب أكثرها كتبته في تلك السنوات العشرين التي كانت هي أخصب سني حياتي وأكثرها حيوية من ناحية السفر والحركة، ومن ناحية الكتابة والتأليف، فإن كتب الرحلات وحدها التي كتبتها في تلك السنوات العشرين كافية في الشهادة على ذلك، كما أشرت إليه، وكتبت في تلك السنوات العشرين كتبًا لغوية عديدة وصلت إلى خمسين مجلدًا أو تزيد طبع قليل منها.
ولكن لا يزال عدم إنجاز كتاب (معجم الأسر في القصيم) يؤرقني مع أنني أعزي نفسي بأن ذلك لم يكن بيدي، ولم يكن بناء على كسل أو تكاسل مني عنه.
وها أنا الآن وقد حصلت على إجازة من العمل لأيام محدودة أبدأ بما أرجو أن يتيسر لي الاستمرار به وإكماله في (معجم أسر القصيم).
إلَّا أنني رأيت أن الكتاب حسب ما رسمته في ذهني، وما كان اجتمع عندي من مواده أنه سوف يكون كبيرًا، وأنه لابد من أن أطبع منه قسمًا طبعة تجريبية تحفز من كان عندهم معلومات أو ما يحتاجه الكتاب من مواد كالأشعار والوثائق إلى أن يبادروا فيمدوني به، إذا لم يكن عندي، لذلك رأيت أن أبدأ بأسر بريدة أقدمها على غيرها لما ذكرته، فيكون هذا الكتاب مخصصًا