للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الأستاذ ناصر العمري:

[علاج بدون مقابل]

الطب الشعبي يعتمد على الذكاء والتجربة وحسن النية، ولا شك أن الطب الشعبي ناجح ومتفوق في تجبير كسور العظام وفي الكي مثل كي ذات الجنب ويوجد في كل مدينة أو قرية من يمارس الطب، وقد اشتهر في الرياض طبيب شعبي من أهل بريدة هو محمد بن صالح الصمعاني (١)، وهو تاجر أقمشة، ولكنه مع اشتغاله بتجارته يمارس الطب، وقد برع فيه واشتهر وأخذ العمل في مجال الطب معظم وقته وعطله عن تجارته، وقد جاء إليه في دكانه بالرياض رجل سلِّم عليه وقال له: أنا مكلف بإحضارك من قبل الملك سعود إلى جدة لمعالجة مريض هناك في جدة فترك دكانه مفتوحًا وكلف جاره بإغلاقه وتسليم المفاتيح إلى ولده في البيت، وسافر ووقف على علة المريض، وكان يحتاج إلى كي وقام بكيه وشفي المريض.

وعلم الملك بشفاء المريض فأعطى للطبيب الشعبي محمد بن صالح الصمعاني مائتي جنيه ذهبًا فاعتذر عن أخذها وشكر الملك وقال إنه يعيش من تجارته في القماش وأنه لا يأخذ أجرًا على العلاج، وإذا أخذ هذا المبلغ الكبير من الملك الكريم سعود بن عبد العزيز على علاج مريض فكيف بالفقير، فأكبر الملك عبد العزيز روح الرجل وطيب نفسه وأمر بترحيله إلى أهله بالرياض مكرمًا معززًا.

وما زال الرجل يمارس الطب بكرم نفس دون أجر، ويأتي إليه الناس في الرياض من أماكن بعيدة ويعالجهم ويشفون بإذن الله، وقد شفي على يديه أناس كانوا مصابين بأرجلهم وقد قرر الأطباء قطع أرجلهم ولكنه عالج أرجلهم المصابة وشفيت أمراض الأرجل بإذن الله وسلم الرجال من قطع أرجلهم (٢). انتهى.


(١) الصحيح: صالح بن محمد الصمعاني.
(٢) ملامح عربية، ص ٢٠٧.