للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تصحيح الخطأ ومحاولة إزالته]

هذا الحدث الجديد أحدث دويًا وصدى في جميع الأوساط، فمن مؤيد ومشجع ومن منتقد ومحذر، وقد حمل أول عايد من الطائف ما لقي من إكرام وتقدير واستعداد للتعليم، فسارع عدد من الشعراء إلى إزالة الفكرة السابقة، ومحاولة تطمين الطلاب وترغيبهم، فقال الشاعر الفكه الشيخ محمد بن إبراهيم البواردي:

يا ريح ريح الصبا بالله شيليني ... وأنزليني على الغر الميامين

أعني بذاك تلاميذًا قد اجتمعوا ... (بدار توحيد) مهتمين بالدين

أضحى بها (بهجة البيطار) مرشدهم ... في كل فن بإخلاص وتبيين

فالدار جامعة للعلم نافعة ... بالحق دامغة كيد الشياطين

(عبد العزيز) الذي بالأمر أسسها ... حتى سرى صوتها في الغرب والصين

وكثير مما قيل فيهم ومن أخبارهم، ولكننا أردنا بذلك نقل صورة صادقة للأفكار في ذلك الوقت فهي تمثل الفكر السائد في ذلك المجتمع، إذ لم يكن هناك مدارس تذكر، حيث ينشغل الناس بلقمة العيش، وكانت الحياة صعبة فحينما سافرنا أول مرة للطائف كانت المدة خمسة عشر يومًا بسيارة تدب دبيبًا وكنا ننزل منها ونسبقها فيحاول سائقها أن يدفعها فلا تندفع ولا تلحق بنا، وأما دار التوحيد فكلها نشاط وعلم وتربية، ومن ذلك:

١ - أن الذي تفوته صلاة الصبح في المسجد يوقف ويمر عليه الطابور وقد كتب على صدره (كسلان).

٢ - إن الذي تفوته وجبة الغداء أو العشاء لا يوجد لها بديل، فليس هناك دكان أو فلوس.

قامت الحرب في فلسطين وشارك السعوديون مع العرب هنا فأبرق طلاب دار التوحيد إلى الملك عبد العزيز هذه البرقية: