الأول: عندما اجتمع المندوب مع أولي الأمر وأخبرهم بما يريد اتصلوا بالعلماء والمدارس التي فيها الطلاب ورشحوا عددًا منهم، ولما علم أولياؤهم نفروا نفار الحمر الوحشية التي هجم عليها الأسود، وتمنعوا وأقسموا ألا يذهب أولادهم أو يموتوا، ولم يؤثر فيهم الإقناع، ولا بيان حقيقة الأمر، أو فضل العلم، أو وجود الأسباب المهيئة له هناك، وأطبق على ذلك الكبار والصغار والنساء والرجال، وكان من نتائج ذلك.
الثاني: عمد بعضهم إلى إخفاء أبنائهم في القرى أو في أماكن خزن التمر التي لا تصلح لإقامة الآدمي، ولكنه يرى ذلك خيرًا من سفر ابنه.
وسلك المسئولون جانب القوة فذهبوا يبحثون عن الطلاب الصغار في مخابئهم وشددوا على أهليهم حتى حبسوهم أو هددوهم بالحبس، ولم يجد ذلك شيئًا وشوه هذا التصرف الفكرة، وسود وجه العلم حتى أحدث رد فعل سيء لدى الجميع فتمنى بعضهم أنه ليس له أولاد وحمد الله من ليس له أولاد أنه لم يولد له ولد.
الثالث: رجوع الأثر على الطلاب أنفسهم فقد حملوا فكرة كره العلم والسفر إليه، وتخوفوا شرًّا وتوقعوه فحاولوا الهرب، فقد قفز أحدهم من السيارة في أثناء الطريق وعاد إلى أهله، وقفز آخر من البيت الذي سكنوا فيه في البلدة المجاورة وهم في طريقهم. ولما وصلوا إلى دار التوحيد وأجري لهم الاختبار البدائي لتوزيعهم حسب استعدادهم أحجم عدد منهم عن الإجابة رغبة في العودة إلى بلادهم وكان ذلك سببًا في حرمانهم من الدراسة طول حياتهم.