للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الدرويش]

بلفظ التكبير.

أسرة صغيرة من أهل بريدة جاء جدهم من أفغانستان ابتغاء طلب العقيدة الصحيحة، واسمه عبد الكريم، ولم يعرفه الناس فأسموه (الدرويش) على عادة أهل نجد في تسمية من لا يحسن التكلم بالعربية (درويش) وبخاصة إذا كان مسلمًا، وليست العربية لغته الأصيلة.

وعبد الكريم الدرويش من قبيلة رفيعة المستوى في أفغانستان، ولذلك كان لقبهم (الخان)، والخان في اللغة التركية الحديثة: الحاكم أو الملك، وإن كان صار يطلق الآن في باكستان وغيرها على من ينتمون إلى قبيلة معينة.

ذكروا أن سبب قدوم الشيخ عبد الكريم خان هذا الذي صار اسمه الدرويش أنه وقع في يده كتاب للشيخ محمد بن عبد الوهاب فرأى في أوله قول الشيخ رحمه الله - (إعلم رحمك الله تعالى) فقال في نفسه: هذا الذي دعا للقارئ بالرحمة لابد أنه على حق، وسوف أذهب إليه، فتوجه من بلده قاصدًا مكة المكرمة للحج، ومعه رجل من جماعته اسمه (عبد الله) وكان قدومهما بالبحر عن طريق الخليج وعدن ومن هناك حجا وسأل عن أهل نجد فقيل له: إذا رأيت حجاجًا إبلهم سود فأسأل عنهم فوجدهم، وتوجه إلى نجد في أخر القرن الثالث عشر أو أول القرن الرابع عشر، وكان زاهدًا في الدنيا عابدًا معروفًا بالخير، فصار يتنقل في بلاد نجد للوعظ والإرشاد فأقام في بريدة والزلفي وتزوج في بريدة والبكيرية وسدير وله عقب صالحون، ومنهم أناس حملوا الشهادات العالية والعليا.

ذكروا أن الأمير عبد العزيز بن مساعد عندما كان أميرًا على بريدة