أعطاه أربعين ريالًا فأخذ منها ريالين وضعهما في بيته وقال: واحد ثوب للدرويش وواحد ثوب لحرمته، أو هرمته على حد تعبير بعضهم عنه.
ثم أخذ البقية وذهب للمسجد، ولكنه لا يريد أن يدخل إليه وهي معه فوضعها في كوة باب المسجد، فأخذها بعضهم وأخفاها.
فلما ذهب الدرويش ليأخذها لم يجدها فقال: شيطان أخذ شيطان.
رأي عبد الكريم الدرويش رجلًا متكبرًا يختال في مشيته، ولا يتكلم مع المستضعفين والفقراء، فأوقفه وبصق الدرويش في راحته أي باطن يده وهي يد الدرويش، وقال: له لا تكبر على الناس ترا أصلك من ذي أي من هذه البصقة من الماء التي ذكرها الله تعالى بأنها ماء مهين! ! !
اشترى الدويش أمير الأرطاوية ناقة بثمن غالٍ يزيد على ٣٠٠ ريال وبلغ ذلك الدرويش فأخذ الأمير الدويش مع يده وقال: تعال، أوريك ناقتك التي أرخص من هذه، وقف به على النعش الذي يحمل عليه الموتى وقال: هذه ناقتك اللي توصلك للدار اللي ما تقدر تفارقها تحمل عليها بلاش.
مات عبد الكريم الدرويش عام ١٣٤٥ هـ في الأرطاوية في سن التسعين، وكنت أعرف في صغري رجلًا اسمه الدرويش ذكر لي أنه ابن عبد الكريم الدرويش من زوجته التي تزوجها في بريدة، وله ابن أي حفيد لعبد الكريم الدرويش من مواليد ١٢٥٦ هـ ولكنني نقلت عن بريدة فصار عملي في المدينة المنورة ثم الرياض ثم مكة المكرمة، ولم أتحقق من ذلك.
وما ذكرته عن سبب مجيئه إلى نجد هو ما حدثنا به الذين عرفوه وسألوه عن سبب قدومه، غير أن حفيده الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله بن الدرويش عبد الكريم آلف كتابًا عن جده بعنوان (الزاهد الشيخ عبد الكريم الدرويش: صور من حياته وكراماته)(الطبعة الأولى) كانت في عام ١٤٢٥ هـ والطبعة الثانية