لما جئت إلى الصلوات نظرت في قول الله تعالى:(حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين)(سورة البقرة: ٢٣٩)، فوجدت أن المفسرين مجمعون على أن صلاة العصر هي الوسطى، فأنا اخترت لي بين قولين، لأن الإمام الشافعي - رحمه الله - يقول إن الصلاة الوسطى هي الفجر، والإمام علي يقول إنها الفجر، وبعض الأئمة يقول الظهر، وبعضهم العصر. والعصر فيها نص (شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر) نحن نقول إن الله سبحانه وتعالى جعل ليلة القدر في رمضان، خيرًا من ألف شهر، ولم يعينها الرسول صلى الله عليه وسلم، بل يقول في الإفراد، ولم يعينها لأجل أن يجتهد الناس.
والصلاة الوسطى: العصر وسطى بالنسبة لصلاتين ليليتين وصلاتين نهاريتين، والفجر وسطي بالنسبة لبداية اليوم إذا ابتدأنا من المغرب كأول صلاة فيأتي المغرب والعشاء فالفجر، والعصر تقام بعد الراحة من القيلولة، والفجر تقام بعد الراحة من الليل، فالله تعالى أخفي الصلاة الوسطى لأجل أن يجتهدوا في جميع الصلوات.
وكلتاهما وسطى وكما قلنا، هذه بالنسبة للنهاريتين، وتلك بالنسبة لبداية اليوم، وهنا النص الذي يقول (من حافظ على البردين دخل الجنة)، وهي العصر والفجر، وصلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها، وكل الأحاديث والترغيبات تشمل صلاة الفجر والعصر، إذن فكلتاهما وسطي، وقد أشرت أنا إليها في نفس التقويم هذا، وكتبناه وجعلنا الأوقات فيه زواليًا وغروبيًا، وهو مطبوع ويمتد وقته حتى ١٦٠٠ هـ.