[الشعر يشارك في المراسلات]
يشارك الشعر في المراسلات التي حصلت بيني وبين الشيخ فهد بن عبيد رغم أن كلينا ليس شاعرًا، وإن كان له نظم.
وأذكر من حفظي الآن أن الشيخ فهد العبيد أرسل إليَّ أبياتًا فائقة عددها
سبعة فقدت ورقتها ولكنني ما زلت أحفظ منها بيتين أو ثلاثة هي:
جلسنا جميعًا بالمسرة والهنا ... ( ... ) ووضعت كفًّا على كَفِّ
عنيت بذا نجل العبودي شخصه ... سميَّ نبي الله ذا الود والإلف
عليه سلام الله، حيًّا وفانيا ... يزيد على الحسبان والعد بالألف
وقد أجبته على ذلك بقصيدة على قافيته ومن البحر نفسه وهو بحر الطويل، فقلت:
حمدت إلهي واهب الجود واللطف ... إلهًا كريمًا جل حقًّا عن الوصف
فمن فضله أعطاني سمعًا وناظرًا ... ومن فضله نجا فؤادي من الحتف
إلى أن أتاني من صديقي رقعة ... تفوق عقود الدر في السبك والرصف
تناولها كفي ولبي وخاطري ... وروحي وما تحت الرفارف والسَّدف
تداولها سمعي وكفي وفكرتي ... ولبي وأحشائي وما كنت قد أخفي
فأهدت إلى القلب الجريح دواءه ... سرورا وأفراحًا تجل عن الوصف
لقد كانت الترياق للقلب والدوا ... وقد كانت الجبر العظيم لذي القصْفِ
وكيف وذو الإحسان والحسن والبها ... وذو النور والأنوار والعطف واللطف
وذو الفضل والإفضال نمق سطرها ... فجاءت كبدر التم في النور والعطف
وأعني به من قد سما لذرى العلي ... وضارع كفاه السحائب في الوكف
ومن كان بحر العلم فهد العبيد مَنْ ... تزيد أياديه على الرمل في الحِقفِ
مقيم على التقوى صفوح عن العدى ... صبور على اللأوا وإن كان قد يخفي
رفيق بأهل الدين صعب على الذي ... يخالف دين الله للكل لا يخفي