للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال سليمان: أي صالح الدخيل وعبد الله العيدان، لسان واقف (١)، الله ( .... ) الطرفين، كانوا يستأنسون ويتحدثون دائمًا.

[كفرنا بك وآمنا بالله]

كان الملك عبد العزيز (رحمه الله) يميل إلى الكلام الحسن الزين والسيرة الزينة، ومع ذلك فينبغي لك إذا تكلم أن تنتبه فهو دائمًا يصول (٢)، والكمال لله.

في مرة جاء له واحد من العراق بثلاث من الخيل فقال له مشاري بن بصيص: يا طويل العمر ترى هذه الفرس الصفراء فيها جفلة (٣) فرد عبد العزيز: كفرنا بك وآمنا بالله، ولما جاء الصباح من بكرة قال الملك: خل الخيل تلعب، ثم قال: أعطونا الصفراء، فركبها وأخذ الشلفا (٤)، وعندا سارت بالشلفا نكست عليه وضربته فبقي ١٥ يومًا في الخيمة، وكما هو معلوم فإن للبدو معرفة بالخيل.

[متوكل على الله في الأرض والسماء]

وفي سنة ١٣٦٦ هـ جاءنا الملك عبد العزيز بالطائرات، وهي ست طائرات، فقلنا له: يا طويل العمر ما كان بودنا أن تجيء إلا بالسيارات، فقال الملك: لا، أنا متوكل على الله في الأرض ومتوكل على الله في السماء، وكانت طائرته هي أول طائرة تجيء إلى القصيم، وقد أرسل طائرة إلى ابن مساعد تجيء به من حائل، ولما جاء ظل يدور فوق بريدة، فقال الملك: أين ابن مساعد الآن! إنه فوق رؤوسنا! وجاء ابن مساعد ليسلم على الملك فقال: أنا آذاني توجعني، فقال له الملك: وأنا آذاني توجعني قبلك.


(١) لسان واقف وهو لسان الميزان إذا كانت كفتاه متعادلتان.
(٢) في الأصل: يصيل (صال) سطا عليه ليقهره، و (الصولة) السطوة في الحرب ونحوها، ويقال: هو ذو صولة، مقدام.
(٣) الجفلة في الفرس أن يصيبها كالذعر عندما يركب عليها الفارس.
(٤) الشلفا: حربة قصيرة من سلاح الفرسان.