وقد جمع ثروة طائلة حتى عد من الأغنياء، وكان متدينًا بنى مسجدًا في غربي بريدة عرف بمسجد عيسى، على اسمه لفترة طويلة من الزمن إلى أن سكن آل مشيقح إبان ثروتهم العظيمة بجانب المسجد وصاروا يصلون فيه ويؤمون الناس ثم هدموه وأعادوا عمارته فسمي من ذلك الوقت (مسجد المشيقح) ونسي الناس تسمية بانيه الأول عيسى.
وهو عيسى بن عبد الكريم العيسى هذا.
حدثني والدي رحمه الله قال: كان عيسى العيسي مرة مسافرًا في سفراته الكثيرة للتجارة ما بين القصيم والمدينة المنورة، وكان عائدًا من المدينة ومعه عبيد قد اشتراهم من المدينة ليبيعهم في نجد جريًا على العادة التي كانت شائعة في الرق آنذاك.
فلما صار في منتصف الطريق رأى عبدًا هو أحسنهم عنده وأغلاهم قيمة قد عصب رأسه بعصابة وهو يقول: وآ رأسي يا عم، يشكو من ألم شديد في رأسه.
فقال عيسى: وآ رأس عيسى، أنت يا وليدي إلى مت دفنت بالقبر ورحت لكن أنا إذا مت أنت راح رأس مالي يريد ماله الذي اشترى به العبد!
[وصية عيسى بن عبد الكريم العيسى]
ولعيسى بن عبد الكريم العيسى وصية حافلة متصلة كتبها ناصر بن سليمان بن سيف وشهد عليها الشيخ صالح بن سليمان، وسليمان بن ناصر السيف، وكتبها بتاريخ ١٥ صفر سنة ١٣٣٩ هـ، ولكن النسخة هذه هي منقولة عن النسخة الأصلية بخط سعد العامر.
وأهم ما في أولها أن عيسى ذكر أنه سبق أن أوقف من ثلث ماله ملكهـ أي نخله المسمى ملك العلي الغانم وهو مشتراه من سابق بن فوزان من (بيرحا) وبيرحا نخيل معروف في الصباخ عرفناه بهذا الاسم معرفة شخصية،