للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد أوصى رحمه الله لما يقرب من ثمانين رجلًا أو امرأة من أقربائه وأصدقائه ومشايخه وطلبة العلم، كما أوصى بمبالغ طائلة لأعمال البر وبناء عشرة جوامع وأوصى بمائة حجة له ولوالديه وعشرة آلاف مصحف وعشرة آلاف (ثلاثة الأصول) وخصاله الحميدة، أكثر من أن تحصى فرحمه الله وعفى عنه.

مرض رحمه الله وأدخل المستشفيات بالشام، وكان معه ابنه أحمد يلازمه ليلًا ونهارًا فكان وهو في شدة المرض يأمره بقراءة القرآن ويشرح له بعض المعاني حتى غرغرت روحه وفاضت رحمه الله.

وقد حزن الناس لوفاته حزنًا عظيمًا فقد أحضر جثمانه من الشام إلى الرياض وقدم ناس من بريدة للصلاة عليه وتشييع جثمانه، وصلى عليه خلق كثير من الناس ودعوا له رحمه الله وعفى عنه.

وقد خلف عدة أولاد نرجو الله أن يصلح شأنهم وأن يسلكوا نهج والدهم، فقد لاحظت في بعضهم النجابة والهدوء وحب فعل الخير ومحاولة التأسي بأخلاق والدهم، وكانت وفاته في يوم الاثنين الموافق ١٢ رجب ١٤٠٣ هـ رحمه الله وقد رثاه الشاعر الشعبي محمد بن عبد الله بن عامر بهذه الأبيات - ترحمه الله وعفى عنه:

[المرثية]

البارحة والعين ما ذاقت الكرى ... عافت لذيذ النوم باحت سدودها

كني على جمر تلظى من الغضا ... والكبد فيها دلى الهم يذودها

ذود الهيام اللي على العد وقفت ... في لاهب الكنه ونشت عدودها

خذت ثلاث مع ثلاث مع أربع ... عشر حساب قاطب معدودها

داجت ولاجت وايست ثم دبرت ... تسمع حنين كبارها مع قعودها

يشيب رأس اللي تسمَّع حنينها ... تشوف بعض دموعها في خدودها