للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وفاة إبراهيم بن علي الرشودي]

توفي إبراهيم الرشودي في جمادى الأولى من عام ١٣٦٤ هـ. وقد سجل الشيخ إبراهيم بن عبيد ذلك بنفسه، لأنه حاضر لوفاته عارف بوقتها، فقال:

وفيها في ١٧ من جمادى الأولى أعني ١٣٦٤ هـ. وفاة الزعيم في بريدة إبراهيم بن علي الرشودي، وسيأتي ذكر نسبه وقبيلته في وفاة أخيه عن عمر بلغ الحادية والسبعين، وكان إبراهيم رجلًا سخيًا جوادًا كريمًا، وله قوة نفس وصراحة بحيث لا يراعي أحدًا؛ وله إلمام بمسائل العلم لأنه أخذ عن الشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر، وأخذ عن عبد الله بن عمرو آل رشيد، ودرس بالأزهر في مصر وفي الجامع الأموي بدمشق، وكان شجاعًا وحضر بعض الوقعات مجاهدًا في سنة السباخ، وفي واقعة جراب وغير ذلك، ولديه ثروة لأنه من ذوي اليسار، وكان يميل إلى عدد الزوجات ويلبس فاخر الكسوة ويستصحب دائمًا العصا لا ليتوكأ عليها ولكنه ليستعين بها في الكلام، وربما جعلها على عاتقه ممسكًا بيديه على طرفيها، وقد مات عن أولاد ذكور بحيث بلغوا سبعة عشر ذكرًا، وله إناث تزوجن برجال أشراف، ومن أشهر أنجاله يوسف بن إبراهيم الذي لا يزال في مهمة الجمارك في شمالي المملكة.

وبالجملة فإن المترجم رجل قوي شجاع لا يوقف في طريقه، وكان مناصرًا لابن سعود ويقاتل تحت رايته، وكان في صفته ربع القامة أبيض مشرب بحمرة ولا يصبغ لحيته بل لا تزال مشرقًا بياضها (١).


(١) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج ٤، ص ٢٢٧ (الطبعة الثانية).