وفي هذه السنة انتقض الصلح بين أهل سدير ورئيس جلاجل، وذلك أن محمد بن عبد الله بن جلاجل هو الذي قام في حرب سدير على صاحب جلاجل كما تقدم، لأن نخله ومنزله في جلاجل، وكان أبوه عبد الله بن جلاجل أميرًا فيه زمن عبد العزيز على كافة بلدان سدير، كما ذكرنا فيما تقدم، فخاف منه صاحب جلاجل وأجلاه، فقام عليهم بالحرب من أجل ذلك، فلما طال ذلك الحرب على أهل سدير وأثقلهم وقطعهم عن أسباب معايشهم وأشغالهم، جنح كل منهم للصلح فتصالحوا كما سبق.
وركب (محمد بن جلاجل) إلى بغداد قاصدًا ابن عمه راشد بن عثمان بن جلاجل فيه، وكان راشد ذا شجاعة وحمية ومال، فلما قدم عليه ذكر له أن رئيس جلاجل أجلاه وأخذ نخله وماله، فساعده وظهر معه من بغداد وانتدب للحرب وبذل فيه المال، وساعدهم إبراهيم بن فريح بن حمد بن ماضي صاحب بلد الروضة، وظهر معهم من بغداد حمية لهم، فلما قدم راشد بلد الزبير جمع رجالًا من أهل سدير وغيرهم وظهر إلى نجد في نحو خمس وعشرين مطية، فلما قدم على أهل سدير قاموا يتشاورون في الحرب أو الصلح بينه وبين رئيس جلاجل وأقبلوا في ذلك وأدبروا وطمع مضرمة الفتن في ماله، فشبوا الحرب فانتقض الصلح وحصل بينهم مجاولة حرب.
وفي السنة التي قبل هذه - أي سنة ١٢٤١ هـ - أرسل الإمام تركي محمد بن جلاجل عاملًا للقصيم، فخرص ثماره، ثم جلس في بريدة لقبض بيت المال، وجعل أيضًا في بيت مال عنيزة وما يليها عثمان بن حمد القاضي (١).