ثم إن حسينًا فرق العساكر في النواحي والبلدان، فجعل في القصيم عسكرًا وفي بلدان الوشم عساكر، وفي بلدان سدير، وفي بلدان المحمل، فنزلت العساكر البلدان واستقروا في قصورها وثغورها وضربوا على أهلها ألوفًا من الريالات، كل بلد أربعة آلاف وعشرة آلاف وعشرين ألف ريال، فأخذوا أولًا من الناس ما عندهم من الدراهم، ثم أخذوا ما عندهم من الذهب والفضة، وما فوق النساء من الحلي، ثم أخذوا الطعام والسلاح والمواشي والأواني، وحبسوا النساء والرجال والأطفال، وعذبوهم بأنواع العذاب، وأخذوا جميع ما بأيديهم، فمنهم من مات بالضرب، ومنهم من صار منه عائبًا .. الخ.
[عود إلى وثائق الرواف]
هذه وثيقة محاسبة تاريخها بعد تاريخ شراء عبد الرحمن الرواف نصف ملك قاسم بن محمد بست سنين وهي بين عبد الله الرواف وبين قاسم الذي لم يذكر اسم والده هنا ولكنه معروف من الوثائق الأخرى إذْ ذكرت وثيقة المحاسبة أنهما تحاسبًا عن جميع ما بينهما (أول وآخر)، وصار آخر مطلوب عند عبد الله لقاسم ستة أريل وتبايحوا على ذلك، وكل راح راضي.
والوثيقة مؤرخة في ٢٣ من ربيع الآخر سنة ١٢٣٦ هـ أي بعد حرب الدرعية بسنتين وهي بخط الشيخ القاضي عبد الله بن صقيه، ولكن كان ذلك قبل أن يتولى القضاء في بريدة.
أما الشاهدان فإنهما عبد الله بن عمرو والظاهر أنه جد الشيخ الشهير عبد الله بن عمرو الذي كان كبير أصحاب الشيخ إبراهيم بن جاسر واسرته صارت تعرف الآن بالرشيد، بفتح الشين ويعرفون أحيانًا بأنهم الرشيد العمرو والشاهد الثاني عبد الله الدريعي وهو من أهل اللسيب، وتقدم ذكر أسرة الدريعي هذا في حرف الدال، وأنه ليست لدينا معلومات ذات بال عنها.