أكثرهم شهرة وأعلاهم مقامًا، وكان يقال فيه وأمثاله في زمنه: إنه غني عن التعريف، ولكن مع مرور الوقت، وتلاشي الأخبار الشفهية عنه وعن غيره كان لابد من ذكر بعضها.
محمد بن عبد الرحمن الشريدة، اشتهر بأفعاله الخيرية وحبه للفقراء والمساكين ومساعدة المحتاجين.
كان رحمه الله إذا سافر إلى الشام ومصر حرص رجال العقيلات على أنهم يخاوونه ويرافقونه، فمثله الذي يحتاجون لمساعدته من النقود أو طلب الإبل أو غيرها.
كان هو وأخوه منصور مشهورين في إعانة الفقراء وكانت أبوابهم مفتوحة للمحتاجين.
[سنة الجوع]
حل بالناس سنة ١٣٢٧ هـ سنة الجوع فقام الرجلان بتوزيع القوت والحبوب والتمر، وكان (الشريدة) بزعامة المذكورين يلحقون الناس في الشوارع وينقذون من لحقوا به من الموت.
قال أبوهم عبد الرحمن وش سويتوا بالتمر؟ قالوا بعناه.
قال: من هو عليه بعتوه؟ قالوا سلمك الله على ربنا الله سبحانه.
قال: نعم البيعة، الله يقبل.
وهكذا فعل محمد بن شريدة - حين رأي الشوارع يتساقط فيها الناسُ حاضرة وبادية كبارًا وصغارًا رجالًا ونساء يتساقطون من الضعف والجوع،