أقول: لم أدرك فهد الشريدة إذْ كنت عندما توفي في السابعة من عمري ولكنني رأيت من أصغر أبنائه الكبار، وهو محمد الفهد عجبًا من قوة جسمه.
كان يتاجر في الإبل يشتريها من الأعراب ومن الجلابين على بريدة ثم يبيعها بعد ذلك على هيئة رعايا أي مجموعات في ذلك الوقت.
وقد رأيته مرة في جردة بريدة وقد أراد بعير من الإبل أن يخرج عن الإبل ويشرد، فأمسك محمد بن فهد الشريدة برجله أي برجل البعير القوي الشرس وجذبه إليه كما يجذب الرجل الخروف برجله، فسمعت أكثر من واحد يقول: لا، لا، يا محمد، لا ينحتونك الناس، يريدون لا يصيبونك بأعينهم إذا رأوا قوة جسمك.
ولم أره من ذلك اليوم ولا بعده أصابه شيء، ولكنني شهدت في ذلك اليوم أن قوته الجسدية خارقة.
[شعر فهد الشريدة]
عبد الرحمن بن إبراهيم الربيعي الشاعر المشهور والراوية القليل النظير للشعر العامي وهو أكثر من نعرفه كتب هذا الشعر العامي في القصيم، وقد ذكرت شيئًا من ذلك في كتاب (معجم أسر جنوب القصيم).
سجل عبد الرحمن الربيعي في مجموعته الشعرية قصيدتين لفهد بن شريدة ووصفه في دفتر كبير، بل في أكثر من دفتر من الدفاتر التي كتبها - أي الربيعي - بأنه راعي بريدة.
وقد سألت أبناء فهد الشريدة عما إذا كانوا يحتفظون بشعر له فلم يذكروا شيئًا مما يدل على أنه كان ينظم الشعر في شبابه، وربما يكون أقلع عن ذلك عند نضج تفكيره واشتغاله بالتجارة، وبالأمور السياسية.