ولفهد لشريدة أربعة أبناء، عبد الله أكبرهم أول سفر له مع العقيلات لعمان والشام على الإبل، فلما رجعوا حاد رفقته عن الطريق، فقال عبد الله: تراكم ضايعين الدرب يمين.
رفضوا ذلك وأخذ هو طريقه ووصل قبلهم بيومين، قال أبوه فهد: وين خوياك؟ قال: يجون بعد يومين، لأنه عارف المسافة.
وكان رحمه الله من كبار عقيل وهو دليلة وقطاع الفيافي.
حكي علي بن عبد الرحمن الشريدة في يوم من الأيام كانوا محولين من الشام وهو ومنصور الشريدة لاقوهم قوم قال علي: خلهم لي فترَّس لهم وصدهم وتخلصوا من شرهم.
ومما يحكى عن فهد الشريدة، وهو كإخوته قوي الجسم طويلًا، باع مرة إبلًا له وحمل ثمنها ريالات فضية إلى بلده، وكان أحد الذين يعرفونه يلاحظ ذلك فعزم على أخذ النقود من بيت فهد الشريدة لأنه يعرف المخزن في البيت، وهو الغرفة التي يضع فيها النقود.
وقد دخل الباب بسرعة ولم يفطن له أحد وذلك أن فهد الشريدة عنده أناس في مكان الرجال إلا أن رجل اللص زلت في الدرجة فسقط فسمعه فهد الشريدة فأدركه وأمسك به وعرفه ورأى النقود معه.
فأمره بعدم الكلام وأعطاه شيئًا من النقود لأنه (ابن حمولة) معروف عند الناس ولا يريد أن يشهر به.
وقال له: استر على نفسك فأنا أسترك ثم عاد إلى قهوة الذين عنده فسألوه عن صوت الوقعة؟ فقال: هذه أم فلان يعني زوجته زلت رجلها في الدرجة، وطاحت، الله يكفي شرها!