وهكذا جلب الربدي لبيته طينًا حرًّا لا تشوبه شائبة من حرام، وبني منه بيته الذي دخل الآن في جامع بريدة الكبير، ونسأل الله تعالى أن يعظم أجره في ذلك، لأن هذا المسجد الجامع يمتلئ الآن بالمصلين يوم الجمعة، فكيف في المستقبل؟
مع أن الحكومة عوضت أصحاب الدور والدكاكين التي أدخلت في توسعة الجامع تعويضًا جيدًا، ومنها (بيوت الربادي) وبيت جد والدي، حيث أخذت أكثر من نصفه للميدان الواقع شرقي الجامع، وأعطونا مليون ريال وزيادة تعويضًا عن ذلك.
وفيما يتعلق ببيت (الربدي) وسعته ومنظره ذكر أن أناسًا من أهل عنيزة بلغهم أن حلقة باب الربدي متميزة لا نظير لها، وأنها تستحق أن ترى وأشاع بعض العامة أنها من ذهب، ربما كان لذلك أصل من كونها من الصُّفر وهو النحاس الأصفر أو كان ذلك مجرد إشاعة، فجذب ذلك أناسًا من أهل عنيزة وحملهم على أن يذهبوا إلى بريدة لمشاهدة حلقة باب الربادي - جمع ربدي - فذهبوا إلى بريدة قيل: إنهم كانوا يمشون على أقدامهم وكانوا عددًا من الناس فرأوا حلقة باب الربدي في بريدة وشفوا أنفسهم من ذلك.
إن هذا قد يبدو غريبًا ولكن بعد كتابة ما ذكرته وكنت سمعت بهذا وأنا صغير رأيته مكتوبًا في كتاب للدكتور عبد العزيز الخويطر من أهل عنيزة، وكان وزيرًا للمعارف ولغيرها، وعنوان كتابه (وسم على أديم الزمن).
وقد سمى حلقة الباب (مطقة الباب) وهي التي يقرع بها الباب.
قال:
مِطقَّة باب الرّبدي:
الشباب لا شيء (يعوقهم) أو يؤخرهم عن تصرفات يرى الكبار أنها خرقاء، وأنها منافية للعقل، ولكن روح التحدي عند الشباب تغلب أي معوق لها