مع أنه إلى الشمال من بيت الربدي بينهما بيت واحد، أي إنه أبعد من بيت الربدي عن الجامع.
وبيت الربدي الكبير يستحق أن يكون له تاريخ يدون فهو بيت رجل ثري ورع قليل النظير في وقته في ورعه مع كثرة ماله، وهو أيضًا البيت الوحيد من الطين في بريدة الذي هو ثلاث طبقات لا يشاركه في هذه الصفة إلَّا بيت الشيخ سليمان بن علي المقبل قاضي بريدة في القرن الثالث عشر كما تقدم
وبيت الربدي يتميز بميزة عظيمة، إذ بلغ من ورع محمد الربدي أنه لا يريد أن يبني بيته بطين لا يتيقن من كونه خاليًا من الشبهة، فقد كان يعتقد أن الأماكن التي كان الناس يأخذون منها الطين لبناء البيوت وهي من بطن الخبيب أول الأمر، ثم صار الناس يحضرون الطين من جفر الحمد شمال بريدة واعتقد الربدي أنها كانت مملوكة وأن أهلها لم يأذنوا للناس بأن يأخذوا منها الطين، إلى جانب لا أدري هل يعرفه الربدي في ذلك الوقت أو قد سمع به وهو أن جانبًا من (الجفر) كان مقبرة عظيمة قديمة.
وقد رأيت الناس في آخر القرن الرابع عشر عندما صاروا يكثرون من أخذ الطين من (جفر الحمد) قد وصلوا إلى منطقة قبور رأيت أحدها أنا والأستاذ عبد الله بن سليمان بن حمد الربدي حفيد محمد الربدي أول (الربادي) أهل بريدة.
فرأينا لحود القبور واضحة، وبقايا أجسام الموتى واضحة، لأن الأرض طينية حرة لا تأكل الأجساد، كما تأكلها السبخات - جمع سبخة.
أما محمد الربدي فلورعه ذهب إلى الدبيخي في القويع وطلب منه أن يأذن له أو قالوا أن يبيع عليه طينًا من تلك المنطقة، التي هي الآن إلى الشمال الغربي من قليب الصبيحية.