وعلى ذكر بيت (الربدي) أقول: إنني عندما ميزت الأمور كنت أذهب إلى بيت المقبل الذي هم ورثة الشيخ سليمان بن علي المقبل قاضي بريدة وكانوا أصهارنا، وكانوا ساكنين في البيت الذي بناه الشيخ سليمان بن علي المقبل، فأعجبني فيه أنه وهو من الطين ذو ثلاث طبقات، أسفله كان ما يسمى عندنا بالقبة والصفاف - جمع صفة - فوقه طابق غرفه تسمى رواشن فوقه أيضًا طابق آخر تسمى غرفه رواشن كذلك، ثم الطوايا وهي السطوح عالية الستر - جمع سترة - وهي الحيطان في السطوح.
وقد بحثت عن بيت يتألف من ثلاث طبقات في ذلك الوقت فلم أجد إلا بيت محمد الربدي، فهو ذو طبقات ثلاث.
وهذا كان في عام ١٣٥٦ هـ.
وقد اتسع بيت محمد الربدي إذ شمل بيوتًا بجانبه بالنظر إلى كثرة الربادي، وقدرتهم المالية بعد ذلك وسميت بيوتهم بيوت الربادي، ولكن قرب بيتهم الشديد من جامع بريدة جعله عرضة لكي يأخذ منه القائمون على توسعة المسجد الجامع عدة مرات كان أولها عندما أعاد الشيخ عمر بن سليم قاضي بريدة عمارة الجامع في عام ١٣٥٩ هـ من الطين فأدخل فيه وما حوله شيئًا من بيوت الربادي، ثم في عهد شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد هدم الجامع وبني بالأسمنت المسلح، فأخذ من بيوت الربادي ودكاكينهم جزءًا.
وعندما أعيدت عمارة المسجد الجامع العمارة الأخيرة حسب أمر الملك فهد بن عبد العزيز دخلت جميع بيوت الربادي فيه، وحتى البيوت التي أبعد منها عن المسجد.
ومن ذلك بيت لجد والدي (عبد الكريم بن عبد الله بن عبود) وهو وقف، لم يتبق منه بعد توسعة الجامع إلا قطعة أرض بنينا عليها ستة دكاكين على ميدان الجامع.