راح يفترس من لحم الخروف وشحمه بنهم - حتى صدر منه شبعانًا.
وعندها ذهب ينشدني أبياتًا لم أحفظ منها بيتا واحدًا، ثم قال: كل ما أسأل الله به أن يمكنن من مكافأتك يا خلف على فعلك الجميل معي.
وقد قضينا في سبيلنا هذا أياما أكثر مما ينبغي أن نقطع الطريق به - الأمر الذي جعل الأمير عبد الله بن جلوي يبعث رجالًا برئاسة سعيد الفيصل ليتتبعوا أخباري - فالتقيت بهم بالطريق القريب من الأحساء - ثم بعد ذلك وصلت الأحساء وذهبت إلى الأمير عبد الله بن جلوي، وحالما رآني، قال: أين رفيقك؟ فقلت قريبًا هناك، فقال: ماذا قال لك، فذهبت أحدثه بما سألني عنه العوني وبالجواب الذي قلت له بأنه سوف يبعثه عبد الله بن جلوي إلى البحرين، فقال: ماذا قال لك العوني عندما أخبرته بذلك؟ فقلت له: إنه قال لي بعدما تهلل وجهه مسرورًا: لقد انفرجت ما دام أن أمري موكول به إلى عبد الله بن جلوي.
ويحدثني صلف قائلًا: إن عبد الله بن جلوي عندما أسمعته كلمة العوني هذه أغرورقت عيناه (١)، وعندما وصل الأحسا نفذ الأمير ابن جلوي أمر الإمام الذي يقضي بأن يودع العوني في السجن.
[عبد الله بن جلوي بين وفائه لصديقه وبين تنفيذه للأوامر]
وقد سألت الأخ صلف عما إذا كان الأمير عبد الله بن جلوي قابل العوني أم لم يقابله؟ فأجابني صلف: بأنه لم يقابله إلَّا أنه لم يتخل عن عطفه عليه، وعنايته به وأنه يبعث له يوميا طعامًا من نفس طعامه هو نفسه، ويؤكد ما قاله الأخ صلف بخصوص عطف الأمير ابن جلوي على العوني يؤكد ذلك الرواية التي نقلتها عن أمير بريدة سابقًا الأخ سعود بن هذلول الذي يقول إنه زار
(١) المعروف أن عبد الله بن جلوي صديق حميم للعوني، كما أنه وفي مع أصدقائه بصورة عامة ومع العوني بنوع خاص كما سيأتي توكيد لذلك.