للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكم عاجزٍ دكت عليه همومه ... فلم ييأسوا بل هم لخير تمنحوا

بتصريفكم أمرًا يهم جميعهم ... فكنتم كما الآباء ترعى وتنفح

تحملتمو أعباء غيركمو إذا ... دعت حاجة والصبر فيكم مرجح

وأبناؤك الغر الميامين قدوة ... لكل نبيهٍ للريادة يصلح

أتنساك جمعيات برٌّ تنقَّلتْ ... بوقتٍ كبيرٍ منك تعطي وتفرح

ويبكيك أيتام وتبكيك نسوة ... وينعاك تلميذ من الدمع يمسح

كذاك جماعات القراءات فجّعت ... بفقدك كم تنعى بقلب يقرّح

لعلك بعد اليوم تلقى مكانة ... أعز من الدنيا ونزلك أفسح

فلم تترك الأولى وفيك تأسفٌ ... عليها وما كانت بأخراك ترجح (١)

[ومن أسرة البليهي]

عبد العزيز بن محمد البليهي: كان من المعمرين المعدودين لقيته في الشماسية عام ١٣٧٤ هـ، وقد جاوز المائة سنة، وهو صحيح العقل والحواس ما عدا حاسة البصر وأنه كان مقعدًا.

مات عام ١٣٩٥ هـ.

وكنت مرة أنا ومعي بعض المشايخ من المدرسين في المعهد العلمي في بريدة الذي كنت مديره في وادي الظليم للفسحة فعرض عليَّ زميلنا الشيخ صالح البليهي وهو يومذاك مدرس في المعهد أن نذهب من الظليم في الشماسية لزيارة عمه عبد العزيز بن محمد البليهي فذهبنا إليه فوجدته مثل بقية أسرة البليهي إخباريًا نبيهًا، لا تمل حديثه بل لا تود أن يسكت إذا تكلم عدا أنه كان فقد بصره.

وعبد العزيز بن محمد البليهي كريم، قيل إنه كان يرهن سلاحه أو مشلحه من أجل الحصول على ذبيحة لضيوفه.


(١) لفح الهجير، ص ٤١.