لن يرد البكاء ميتًا ولكن ... فيض حزن على الرجال الفحول
حسبنا الله أننا قد رزئنا ... ثابت الخيم والرياح شمول
لم يكن عالمًا من الحبر لكن ... رجل والرجال فينا قليل
رحم الله ذلك الجسد النا ... بض بالخير رحمة لا تزول
وحباه من الجنان نعيمًا ... وسرورا وهو الكريم المنيل
ذلك الحي لا قلوب مراض ... من نفاق أماتها التمثيل
* * *
ورثاه أيضًا الشيخ إبراهيم بن عبد الله الصالح المديفر بقوله:
أيا راحلًا بالعلم والناس حوله ... ظُماةٌ رأوا ماءً من البئر يطفحُ
وسرعان ما انهدت من الجب صخرة ... فضاع بها ما كان بالأمس يسفح
فإن يتوارَ اليوم فيك زلاله ... ففي (السلسبيل) الغيث منه سنمتح
دليل يضاهي للثريا وصِنْوه ... كتاب فتاةٍ كالسهيل يلوّح
تهاجم تقليدًا تحذر أهله ... ولا سيما من كان للعلم يطمح
وهذا دليل كم تحاشاه سالك ... لدرب شرعتم فيه أسمى وأنجح
لقد كنت ذا عقلٍ كبيرٍ بك اقتدى ... رجال وساروا حيث سرت وأصلحوا
فارغد في النعماء كل ميتمٍ ... وذات عيالٍ من مصابٍ ترنحوا
وذو مرض لا يستطيع تكسبًا ... ومن هي ثكلى فاستقاموا وأفلحوا