فصار رئيسًا لي بعد أن كان زميلًا استمرت صداقتنا بعد ذلك إلى حين وفاته رحمه الله.
[العمري والتعليم]
منذ أن صار الشيخ صالح العمري مسئولًا عن التعليم الحكومي في القصيم برزت مواهبه العظيمة المتمثلة في فتح المدارس بسرعة وبشمولية، حتى إنه كان يفتح المدرسة من دون أمر من إدارة المعارف، ويعين فيها مدرسين ويشتري لها آثاثًا وهو الحنابل، (الفرش القطنية الملونة) والسبورات من عنده يقيد ذلك على المعارف، ولو كان غيره في مكانه لما غامر بذلك، وقد دفعت له المعارف ذلك، ولكن بعد وقت في الأخذ والرد.
وبذلك وجدت نهضة حقيقية في التعليم ناشئة عن فتح المدارس الابتدائية وتعميمها ليس في القصيم فحسب، بل حتى خارج القصيم، إذ فتح مدرسة الزلفي ومدرسة في ثرمدا ومدرسة في المجمعة وحتى ما وراء ذلك.
وقد أخذ بعض الناس على الشيخ صالح العمري تعيين مدرسين من غير ذوي الخبرة في التدريس، وهذا الزعم قد ينطلي على من لا يعرف كيف كانت الأمور في ذلك الزمن وهو من عام ١٣٧٠ هـ فما بعد، ولو كان مثلنا لعرف أنه لا يوجد مدرس مؤهل واحد، ولو انتظر الأستاذ العمري وجود المدرسين المؤهلين لتأخر التعليم في القصيم ما لا يقل عن عشرين سنة.
ونظرًا لما عاناه الأستاذ صالح العمري في بدايات التعليم، وما بذله من أنشطة غير معتادة مما لا يعرفه الجيل الجديد فقد اقترحت عليه أن يكتب كتابًا عن التعليم في القصيم وبخاصة بداياته، فليس أحق منه بذلك لكونه عاناه وعرف الصعوبات التي وقفت في طريقه وذللها.