فذكر لي أنه فكر في ذلك، وبعد سنتين أو ثلاث قال: إنه كتب جملة من ذلك الكتاب.
إلا أن المنية عاجلته قبل أن يخرجه للناس، وقد تكفل نجله الدكتور عمر بن صالح بن سليمان العمري بإخراج ذلك الكتاب إلى حيز التنفيذ مع كتابة شرح لموضوعه، وتراجم للأشخاص الذين ذكروا فيه مما لا يستغني عنه الباحث.
وقد طلب مني الدكتور عمر العمري أن أكتب مقدمة لذلك الكتاب فكتبت المقدمة التالية، أحببت أن أوردها كلها هنا لأنها تتحدث عن جوانب شخصية الشيخ صالح العمري وجهوده في التعليم.
وهذا نصها:
يعتبر التعليم مقياس التقدم في الأمم، والمراد به التعليم الذي ينفع الأمة عن طريق تربية الأجيال تربية سليمة وتثقيف الشعب بثقافة أصيلة وقد امتن الله سبحانه وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} وقال تعالى: {الرَّحْمَنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (٣) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} وقال تعالى: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}.
والتعليم في بلادنا قطع الآن خطوات واسعة بل قفزات عظيمة تجاوزت مستويات كثير من الأمم بعد أن كانت بلادنا مضرب المثل في تفشي الأمية وقلة التعليم، ولذلك لابد من تاريخ التعليم ببيان الوقائع التي صاحبت انتشاره وبخاصة في بداياته الأولى.
ولما كانت بلادنا بلادًا واسعة مترامية الأطراف فإنه لا يمكن القول بأن تاريخ التعليم أو لنقل حركة انتشار التعليم فيها وما صاحب بداياته هي متماثلة لأن