الأدباء)، و (الأغاني) للأصفهاني منطلقا مما يجوز وما لا يجوز شرعًا، فهو إذًا منطلق في بحثه من غير ما انطلقوا منه في تأليف كتبهم، إذ هي كتب أدبية، اتخذت الأدب الذي ينظر إلى الأسلوب والفكر الأدبي قبل أي شيء آخر.
وقد انتقد بصفة خاصة ما نقلوه عن العلماء المشهورين بالعلم والورع من فقرات أدبية تخالف ما أمر الله به ورسوله حسبما أورده.
وكان يستدل على ذلك بنصوص لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم.
وقد اشتد نكيره لما جاء فيها من ذكر الغلمان وإيراد الحكايات عنهم.
وهو كتاب جديد في بحثه، عميق في فكره، ولكنه أيضا انطلق فيه من غير ما ينطلق منه الأدباء في أدبهم.
[حول العرب الخضيريين والعرب القبيليين]
وللشيخ عبد الكريم الحميد هذا درس في المسجد كلَّ يوم يعقده في مسجده الذي بناه لنفسه في (الخبيبية) ويظهر الناس إليه من بريدة ويأتون من أماكن بعيدة حتى يمتلأ المسجد يحضرون دروسه ويستمعون إلى أقواله، وله طريقة جيدة في الوعظ لأنه يطرق أحيانًا موضوعات حية مما يهم المجتمع، ولا يقتصر على وعظ الأولين المتعلق بالموت والقبر، وما بعده وإن كان ينكر هذا أحيانًا.
ومن ذلك أنه تكلم أكثر من مرة على موضوع (الخضيري) والقبيلي، وقال: هذه من عادات الجاهلية، ولا معنى لها، ولا ينبغي أن يعتقد بها المسلم، لأن المسلمين كلهم سواء، وأنا من الذين يقال: إنهم قبليون أقول وأعلن ذلك بأنها لا يجوز استمرارها لأنها تقدح في العلاقات الأخوية بين المسلمين، وإنها من عادات الجاهلية، وكان يقول، وقد قرر ذلك في درسه أكثر من مرة: إنني منذ مدة طويلة وأنا أبحث عن الاختلاف بين الخضيريين والقبيليين فلا أجد،