قالوا: كان رجل من أهل الشماسية يزرع القمح في البرجسية جنوب الشماسية، وكان يداينهم ابن جربوع - ولا أعرف اسمه - فكان إذا نسف الزرع أي كمل خروج سنبله جاء إليهم ابن جربوع وتفقد البئر وكانوا يحفرونه لأن الزرع يحتاج إلى المزيد من الماء، وأحضر ذبيحة وقهوة فذبحوا الذبيحة ويكون معه جريش وتعشوا هم وإياه والقريبين منهم.
ثم ترك ابن جربوع تدبينهم، وصار يدينهم سعيد المنفوحي فمشي على هذه الطريقة وتركهم، فصار يداينهم شخص يلقب (مسا) على لفظ المساء: ضد الصباح.
وعندما حان وقت مجيء الديان على العادة جاء (مسا) من دون أن يحضر شيئًا، وكانت زوجة الفلاح اعتادت أن تجمع لينا حامضا تضعه مع الجريش، ولما نزل (مسا) مثل غيره في البئر يتفقد ماءها، أحضرت ذلك اللبن الحامض وقالت: يا مسا - خذ الحمضة وهي اللبن الحامض، ثم نثرت حامض اللبن علي رأسه، وقالت قصيدة منها: -
جية (مسا) جية اسنين ابن جربوع ... أوجية المنفوح للبرجسية