للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قصة التحجير قصها علينا رباح]

كان الزمن الأول عادة البدو التحجير علي بنت العم (١)، وكان فيه رجل له ثلاث بنات وثلاثة أولاد، وكانت البنات من الشجعات وكان للبنات أولاد عمومة كل واحد محجر على واحدة، والبنات ما يرغبن الزواج من أولاد الأعمام، حيث إنهم ليسوا شجعان.

فلما كبرن قلن لوالدهن ليش ما تزوجنا؟ فقال ما فيه غير أولاد الأعمام، فقالت الكبيرة يا والدي أنا ما أريد زوج ما فيه شجاعة، ولكن فيه حل إما يطلقون سراحنا وإلا يبارزوننا على الخيل، وإذا هزمونا تزوجناهم وإذا هزمناهم يطلقون سراحنا.

فقال والدها: هذا حل.

استدعى أولاد أعمامهن وعرض عليهم الحل، وكانوا ثلاثة، فقال الذي حجر على الكبيرة: أنا متنازل، ليس عندي لها مبارزة، حيث أنها تعلم أنها أشجع مني.

وقال الذي حجر على الوسطى: أنا أبارزها على الخيل وإذا هزمتني فهو طلاق سراحها، وإذا هزمتها أكون زوجها.

فقال الوالد للبنت الوسطى واسمها قمرا: يا الله يا قمرا هذا ولد عمك يريد المبارزة على الشرط الذي تم بيني وبينك.

وأخبر الفريق وتجمع رجال الحي ونساؤهم.

ركبت البنت قمرا على الحصان وركب ملفي على حصانه وتطاردوا، ولما أخذوا ساعة قال لها ملفي: العفو، يا بنت عمي أنا أخلي سراحك بس لا تكسرين وجهي عند بنات العرب، فقالت: ذاك أمس وراك ما صرت مثل ولد عمك الذي تنازل قبل يتبين؟


(١) التحجير: أن يمنع ابن العم بنت عمه من الزواج إلَّا منه ويهدد من يتزوج بها بالقتل.