للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما رأته أرتهق حدته على المجتمع، ولما قرب شالته من ظهر الحصان وألقته على الأرض كأنه ميت فقالت لعمها والد المنهزم، رضيت يا عم وإلا أكمل عليه؟ فقال: وش بقي يا قمرا قالت: أخلي الحصان يدوسه، وأنت تشوف كيف يا عم تغصبوننا على مثل ذولا اللي ما ترهبهم النساء؟

فقالت والعرب يسمعون: خليته إكرامًا لأبوي وعمي، قالت الكبيرة الموت أحسن من الهزيمة يبقى بها طول حياته.

أما البنت الثالثة واسمها صيتة قالت: لابن عمها واسمه عقيل: يا الله يا عقيل، فقال: بكره، ولما جاء الموعد قال له والده: يا عقيل لا تسوي مثل ولد عمك تكسر وجيهنا، إما تنازل وإلَّا شد حيلك، فقال ماني متنازل، والله لا آخذ خقي وحق ولد عمي، وهو مضمر لها شر يريد أن يخدعها.

ولما جاء الموعد حضر العرب وكل ركب حصانه وتبارزا ولما غاروا أول مشوار استطردت له، ولما أبعدت رجعت بسرعة وهو يحسبها خافت، فلما قربت من العرب لجئت إليه بسرعة وخطفت منه الرمح وهو غافل عن هذه الخطة، ولما أخذت الرمح ذل وصار عنده إرهاق خوفًا منها أن تقتله حسب ما سمع من أختها، فقال لها: العفو يا بنت عمي، والذي تريدين هو لك فقالت العفو يوم إنك عند أمك.

فقال: خلين على شان أبوك وأبوي، فقالت: أبوي وبوك هم الذي خلوك تقدم للميدان، وكان ما معه سلاح ولا له مهرب وخافت ينزل عن الحصان، فلما قرب من الجميع لفته بعصا الرمح وكسرت يده، وطاح بين العرب يئن وأرادت تخلي الحصان يدوسه فتجمعوا الحضرة عليه وقالوا خليه بوجيهنا يا صيتة.

وبعد هذا قال والد الثلاث: هل عذرتوا يا عيال العم؟

فقال الجميع: نعم عذرنا.