وأما البنت الكبيرة الذي اسمها ريفه فإنها قالت لوالدها: إذا صار ولد عمي اعترف لي بأني أشجع منه فأنا موافقة على الزواج منه، ويستاهل حيث اعترف فتزوجها، وانجبت منه خمسة أولاد و ٧ بنات، وكان أولادها شجعان والكبير اسمه صاطي، وعمره أربعة عشر سنة أغار على إبلهم مجموعة من القوم على خيل وعددهم اثنا عشر فقالت والدة صاطي: يا صاطي اركب الحصان وافتك الإبل من القوم، وكان هذه أول مرة يقابل القوم ولم يتعلم للحرب، وما كان منه إلا أنه ركب الحصان الذي يسمى سراب ولحق القوم الذين أخذوا الإبل مع الرعاة.
ولما وصل إليهم قال خلوا الإبل على أرقابكم، فقالوا اخس مير أخس، وردّ عليهم: خلوا الإبل على أرقابكم، فقالوا: ما تهبا، فأغار عليهم وقتل منهم واحدًا، وقال: خلوا الإبل، فقالوا: اخس مير، فأغار عليهم وقتل منهم اثنين فهرب الباقون، وارجع الإبل والرعاة إلى محل المرعى.
ولما رجع إلى والدته قالت له: كم القوم قال اثنا عشر، قالت: كم ذبحت، قال: ثلاثة، وأخذت خيلهم هي مع الإبل وكانت أمه ماسكة عنان الفرس.
فما كان منها إلا أنها بصقت في وجهه وقالت: اخس يا الردي! ولكن الردا مهوب منك الراد مني، كيف أتزوج على أبوك، ولكن فات الفوت يا صاطي، فقالت هذه الأبيات:
يا حيف يا صاطي بوادرك بالدون ... ويلاه يا صاطي وانا هقوتي فيك
والله يا لولا العار والناس يدرون ... أني لاذب الديد اللي مغذيك
يا لعن أبو حيك وراهم يروحون؟ ... اعداك يا صاطي واعدا أهاليك
انا عليَّ أيمان ما دونها دون ... أن جا نهار مثلها ما أحاكيك
وان تعقب الفنجال مقدار شهرين ... مير انتبه لي كان تفهم ويدريك