العفو يا أمي لا تقولين ذليت ... لا شك ذبح المنهزم به ملامِ
حتى على صغري وأنا ما تراديت ... أخاف يجين اللوم عند العمامِ
واعطيك يمين الله إن كان رديت ... انه فلا يرجع رديد السلامِ
راحت عليّه زلةٍ دون تثبيت ... وانا علي أيمان لاوفي كلامي
وكان والد صاطي ليس حاضرًا حينما أخذت الإبل، فلما حضر إذا زوجته ريفه مكدرة، فقال: وراك يا أم صاطي ما انني بالحيل عسى ما فيك مرض.
قالت: لا ما فيني مرض لاشك الطير هديته ولا صار حر صار وكري.
ولم يعرف المقصد، فقالت ريفه: والله يا أبو صاطي أن الإبل أغار عليها قوم من الأعداء وأرسلت لهم كوبان ولم يذبح منهم إلا ثلاثة، فقال أبو صاطي: هوني عليك الأمر، الردا ما جاء منك، الردا جاء مني، فقالت: الآن هان علي الأمر يوم إنك عرفت الوضع.
هذا الحوار بينهم وصاطي يسمع فقام وقبل رأس والدته وقال: المعذرة والمرة الثانية ترضين.
وسكن غضبها وبعد كم يوم أخذت الإبل، وصاح الرعاة فقالت: لصاطي ادرك حلالنا، فقال: سمعًا وطاعة، وركب الحصان، فلما لحق القوم إذا هم أربعة، فقال: خلوا الإبل على أرقابكم، قالوا: اخس يا الورع، فلم يتحمل وخاف من والدته أن تزعل عليه مثل ما مضى فأغار عليهم وقتل اثنين وهو يقول لعين ريفه فأراد الباقون الإنهزام فردهم بالقوة وما كان منهم إلا أن زبنوا بيت والدته، ولما وصل إذا هي ماسكة كل واحد مع عضده وهي تقول: بوجهي يا صاطي، خلهم على شأني هالمرة، فأخذ يلعب على الفرس وهو يقول: