عاش القصيم شبه مستقل بعد وفاة الإمام فيصل بن تركي في ظل حكم مهنا الصالح، ومثل ذلك في الأهمية أن الدولة السعودية الثانية قد ضعفت بسبب سياسة الأمير عبد الله بن فيصل خليفة الإمام، فلم يعين آل سعود بعد تعيين مهنا الصالح وقتله أي أمير من جهتهم عليه، بل استقل القصيم وتولى الأمير حسن المهنا على القصيم بعد مقتل والده الأمير مهنا في عام ١٢٩٢ هـ.
ونورد هنا ما ذكره المؤرخ إبراهيم بن عيسى عن بعض الاضطرابات والفتن التي حدثت في نجد بالقرب من عاصمة الدولة السعودية الثانية، الرياض، ومن أسبابها تصرف الأمير عبد الله بن الإمام فيصل بن تركي.
قال ابن عيسى:
ثم دخلت السنة الثامنة والثمانون بعد المائتين والألف، وفيها في المحرم خرج سعود بن فيصل بجنوده من الأحساء وترك فيه فرحان بن خير الله أميرًا، وقصد بلد الرياض، فلما قرب منها خرج الإمام عبد الله الفيصل منها وقصد بوادي قحطان.
وكان قد أرسل قبل خروجه من الرياض أمتعته وأثاثه ومدافعه وقبوسه مع سرية كبيرهم حطاب بن مقبل العطيفة وأمرهم أن يتوجهوا بذلك إلى عربان قحطان فصادفهم سعود بن فيصل في الجزعة فحصل بينه وبين السرية المذكورة قتال شديد وصارت الهزيمة على حطاب المذكور وأصحابه، وأخذ سعود ركابهم وسلاحهم وجميع ما معهم، وقتل منهم عدة قتلى.
ومن مشاهيرهم حطاب بن مقبل العطيفة وفلاح بن صقر العطيفة وعويّد ابن حطاب العطيفة ومحمد بن راشد الفقيه.
ثم دخل سعود بلد الرياض ومعه خلائق كثيرة من العجمان، وغيرهم