للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ما يسدون:

لما جاءت السنة الثانية وصرنا في شهر رمضان أجنبوا، وقال الملك لأميرنا مشاري بن جلوي أعلمني كل يوم بمشيتهم، ثم إنهم ساروا على ابن دهيش وابن شديد وأخذوهما، ثم جاء الملك ونزل عندنا في هذا وجاء في رمضان وتجهز، وعندا انتهى كل شيء ومشت البيارق وكلها تروح إلى الزلفي، وجاءنا المشايخ وقالوا إن الملك عبد العزيز حسب قول الجماعة، لا يكلمه إلا أنتم، وبودنا أن تقولوا له عساه ألا يطلع ويكتفي بسعود.

فرحنا إلى الملك أنا والرشودي وقلنا: يا طويل العمر بودنا ألا تحضر أنت هذه الوقعة، وبودنا أن تجلس في بريدة وتخلي سعودًا بإمرته، فقال: معي علم بذلك، والله ما بودي أن أطلع ولكن لا يصلح لها إلا أنا، لا يصلح إلا أن أحضر، لا يصلح، ما يسدون (١).

[دقائق حاسمة]

وفعلًا لما نشرت البنادق أرسل الملك للإخوان يدعوهم للصلح وللجماعة، وقال: لا أحد يتعرض لهم أو يثور عليهم بندقًا حتى يكونوا هم البادئين، وأراد الله ما كان من القتل والأمور التي جاءتهم، أما جيش الملك عبد العزيز فلم يقتل منهم إلا حوالي العشرة، وهي كلها عشر دقائق، ثم ذهب إلى شقراء وجاء راعي عتيبة وأدخلهم في الحبس وانتهى الموضوع، وبعد ذلك جاءنا الملك إلى القصيم وجاءت حرب في هذا وقال الملك: أبغي معجب الغذاري، فلنا يا طويل العمر: خل معجب ذا.

قال: أبدًا، أنا البيارق معي إلى الرس فإن جئتم به وإلا ... فجاءوا به للملك.


(١) يقال: سد مسده: قام مقامه، وهم يسدون مساد آبائهم.