يريد أن الملك لله ثم لآل سعود، ولكن فهد الرشودي له البيضاء وهي الفعلة الجيدة الناجحة، كما نقول له الأيادي البيض، وذلك على حسن تدبيره في هذه الواقعة.
[زعامة فهد الرشودي في بريدة]
لقد كانت زعامة (فهد الرشودي) لبريدة حاجة قبل أن تكون مصادفة - إن صح أن الأمر فيه مصادفة - فأهل بريدة اشتهروا في القديم بإسراعهم في الدفاع عن بلادهم، ليس ذلك خاصًّا ببريدة، وإنما ذلك عام للدفاع عن القصيم كله الذي هو كل بلدان القصيم ما عدا مدينة عنيزة وما يتبعها من أماكن قليلة.
لذلك اعتادوا على سرعة الخروج إلى قتال من يقاتلهم قبل أن يهاجم مدينتهم، واكتسبوا صفة الإسراع في هذا الأمر الذي يحتاج في بعض الأحيان إلى تثبت وتأن وروية.
(فهد الرشودي) هو ذلك العاقل المتزن الذي يتحكم بعواطفه ويزن عواقب الأمور كما يزن مقدماتها، لذلك لا يرى أن يقدم أهل بريدة إلَّا حيث لا ينفع إلَّا الإقدام، وليس ذلك من خور فيه وضعف، لأن واقعة حرب (خب القبر) المعروفة عندهم باسم الطرفية التالية التي وقعت بين أهل بريدة وبين سعود بن رشيد في عام ١٣٣٣ هـ نهض بنفسه وأشرف على الواقعة التي كان هدفها محاربة ابن رشيد، وصده عن دخول بريدة، لأن الملك عبد العزيز بن سعود كان مشغولًا بحرب (العجمان) في الأحساء، ولم يكن لديه من القوة ما