يرسله عاجلًا إلى القصيم لحمايته من عدوه اللدود ابن رشيد.
ولكن (أولاد علي) أهل بريدة وما يتبعها بقيادة فهد الرشودي قد تكفلوا بالتصدي بقوة السلاح لسعود ابن رشيد وصده، بل وطرده عن بلادهم منهزمًا.
وقد كان لفهد الرشودي رأي سديد في هذه الوقعة إذ كان الوقت صيفًا فنزل ابن رشيد في أطراف القصيم الشمالية، فكان أن أسرع أهل بريدة بالاستعداد بالخروج إليه وقتاله هناك، ولكن (فهد الرشودي) لم ير ذلك، وقال: الوقت حَرٌّ، ولتكن الوقعة الفاصلة معه قرب بريدة لأننا نستند إلى أهلنا، وديارنا، فيأتينا المدد من الرجال والطعام، وحتى الماء ولكن لا ندعه يدخلها، بل نعد عنها دفاعًا قويًّا إلى جانب الذين سيقاتلونه خارجها.
وكان ذلك بالفعل، إذ حدثت الوقعة في خب القبر شرقي بريدة، وكان منفصلًا عنها في ذلك الوقت، فكانت الهزيمة على ابن رشيد، كما أوضحنا ذلك فيما سبق.
وقد بلغ من آثار رأي فهد الرشودي السديد في هذا الأمر إن النساء اللاتي من عادتهم البروز كالروَّايات وهي النساء اللاتي يحضرن الماء إلى البيوت وأمثالهن اسهمن في توفير الماء لمؤخرة المقاتلين، وبرزت منهم واحدة اسمها (هيا الغانم) فجمعت الروَّايات والعبدات ونحوهن وصرن يسعفن الجرحى ويحملنهم إلى داخل بريدة من أجل تمريضهم والعناية بهم.
وكان الملك عبد العزيز آل سعود حليف أهل بريدة وملكهم المشارك لهم في حرب آل رشيد في الأحساء ويقاتل العجمان، وقد قتل أخوه سعد في تلك المعركة وجرح هو بالذات.
حدثني الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ وهو ثقة إخباري من الطراز الأول، قال: سمعت الملك عبد العزيز بن سعود يقول: ما أنسى لأهل بريدة مواقف عديدة ولكن أهمها عندي أنني كنت في الأحساء أقاتل العجمان