محمد الغانم الذي ذكر ابن عيسى أنه تولى الإمارة هو من آل حسن رهط الأمير عبد العزيز بن محمد الذي كان تولي الإمارة قبل ذلك السنوات طويلة، وقد ذكر توليته الإمارة بعد ابن عبدوان، مع العلم بأن ابن عبدوان هو من جناح الدرابي - بفتح الباء - وابن غانم هو من جناح الحسن. ولكن (محمد الغانم) لم يلبث في الإمارة إلا قليلًا ثم تم عزله بإعادة الإمارة إلى عبد العزيز بن محمد، وذلك في عام ١٢٧٦ هـ كما قال ابن عيسى:
(ثم دخلت سنة ست وسبعين ومائتين وألف) وفيها في صفر قتل عبد الله بن عبد العزيز بن عبدوان أمير بلد بريدة قتله رجال من عشيرته آل ابن عليان، وهم عبد الله الغانم وأخوه محمد، وحسن آل عبد المحسن المحمد، وأخوه عبد الله وعبد الله بن عرفج، وكان الإمام فيصل قد جعله في بريدة أميرًا، لما عزل عبد العزيز المحمد عنها، وأمره بالمقام عنده في بلد الرياض، كما تقدم في السنة التي قبل هذه - وآل ابن عليان من العناقر من بني سعد بن زيد مناة بن تميم.
ولما جاء الخبر إلى الإمام فيصل غضب على عبد العزيز المحمد، وأمر بحبسه، وجعل محمد الغانم أميرًا في بريدة مكان ابن عبدوان، وكثر القيل والقال، وجعل عبد العزيز المحمد وهو في الحبس يكتب إلى الإمام فيصل، ويحلف له أيمانًا مغلظة أنه ليس له علم بذلك الأمر، ولا رضي به، ولو أذنت لي بالمسير إلى بريدة لأصلحت ذلك الأمر، وأمسكت الرجال الذين قتلوا ابن عبدوان، وأرسلتهم إليك مقيدين بالحديد، أو نفيتهم عن البلاد، فأمر الإمام فيصل رحمه الله تعالى بإطلاقه من الحبس، وأحضره بين يديه، وجعل يحلف للإمام ويتعلق، فأخذ الإمام عليه العهود والمواثيق على ذلك، وأذن له الإمام بالرجوع إلى بريدة، واستعمله أميرًا عليها وعزل محمد الغانم عن الإمارة، ولما وصل عبد العزيز بن محمد المذكور إلى بريدة قرب الذين قتلوا ابن عبدوان وأدناهم وكان وصوله إلى