أول من قدم من آل سليم إلى بريدة وأقام فيها بقصد الإقامة والعيش فيها، هو عمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن صالح بن حمد بن محمد بن سليم.
جاء إليها من الدرعية في عام ١٢٣٣ هـ أو عام ١٢٣٢ هـ عندما بدأت الحروب أو قبيل ذلك، ولا شك في أنه تفرَّس في أن الحرب لن تكون في صالح أهل الدرعية فحزم أمره، وجمع ماله وهاجر منها فوصل إلى بريدة سالمًا بماله وما معه.
وربما كان من أسباب ذلك علاقته الوطيدة بأحد كبار بريدة وتجارها وهو (صالح بن حسين أبا الخيل) الذي كان يتعامل مع عمر بن سليم وغيره من تجار الدرعية قبل سقوط الدرعية، فيذهب صالح إلى هناك من القصيم ويتاجر في الدرعية وأحيانًا يأخذ مالًا من أهلها على طريق المرابحة وهي أن يعمل التاجر بالمال يبيع ويشتري، ويكون له جزء من الربح ولصاحب المال جزء آخر.
ولذلك عندما وصل عمر بن سليم إلى بريدة وهو غريب عنها لا يعرف أهلها ولو كان الأمر أمر وصوله وعدم معرفته بالناس فيها لهان الأمر، ولكن أمر تجارة ومبايعة ومداينة مما يحتاج إلى معرفة بالبلاد وبأهلها، لاسيما إن البلد قد عمها الاضطراب، وعصفت بها الفوضى بعد زوال حكم آل سعود الذي كان يحكِّم الشرع الشريف ولا يستطيع أحد فيه أن يتعدى على أحد، بل القانون الشرعي هو السائد.
لذلك رأينا عمر بن سليم يشترك مع صالح بن حسين أبا الخيل في المداينات فيداينان الناس معا، مثل أن يقال: استدان فلان من عمر بن سليم وصالح أبا الخيل كذا، مما لم يعتد الناس عليه، بل كانت الوثائق تقول: عند فلان لعمر وصالح أو لصالح وعمر كذا من دون أن يذكروا اسم أحدهما أو اسميهما معا كاملا، وقد قدمت في ترجمة صالح الحسين أبا الخيل النماذج الدالة في الوثائق على ذلك.