- أنا شاكر جدًّا لك وللجزيرة لكونك أعدتني لأحلى ذكرياتي وجعلتني أتحدث عن أيام أتمنى لو ارتشف رحيقها الآن، عمومًا شكرًا جزيلًا.
انتهى كلام الجزيرة.
[معمرون من الرواف]
من المعمرين من الرواف غير خليل عبد الرحمن بن أحمد الرواف، ويعرف عند بعضهم بدحيم الأحمد، عَمّر طويلًا حتى قيل إنه جاز المائة.
وكنت ذهبت مع بعض موظفي المعهد العلمي إبان كوني مديرًا له إليه في مزرعة للرواف في شرق التغيرة وهي التي صار موضعها يُعرف الآن بصناعية الرواف فعرفه أحد الإخوة الذين معي بي، فقال: العبود ثلاثة، فقلت له: إنهم أربعة والدي وابن عم عبد الله بن عبد الكريم وابنا عمه إبراهيم: اثنان، فقال: لا، بل هم ثلاثة وإذا به يعني جدي عبد الرحمن العبودي وأخويه إبراهيم وعبد الله وليس يعني والدي وأبناء عمه.
فسألته عمن يعرفهم من شخصيات بريدة؟ فقال: أهل بريدة ماتوا، راحوا كلهم، فقلت: إنها حافلة بالناس، ولكن الذين تعرفهم ماتوا، ولم يبق منهم إلا القليل.
ودحيم الأحمد الرواف هذا كان أسمر شديد السمرة، ومرة من البرد والشمس زادت سمرته، وكان نازلًا مع إبل له في حدود سوريا مع الأردن، فذكر لقوم من شمر أهل الشمال أن ابن رواف قريب منهم فأتوا إليه فوجدوه عند القهوة فظنوا أنه عبد لابن رواف، فقالوا له: وين عمك يا ابن علي، يريدون يا أسود؟ فقال: يجي تقهووا، فقهواهم وقال للراعي هات ذبيحة، وعندما ذهب يتوضأ للمغرب قالوا للراعي وين ابن رواف؟ فقال هاللي عندكم من الظهر.