القصص، ويسمع منهم ما يريدون أن يقولوه، ولو كانوا من العامة.
من ذلك ما نقله عنه الشاعر عبد الله بن علي الجديعي الذي تقدم ذكره في حرف الجيم، قال:
[قصة المظلومة سمعتها من الشيخ إبراهيم العبيد]
فيه رجل فقير وكان في هذا البلد ليس له أحد سوى أخت، وكان يكد ويكدح ويطعم هذه الأخت، ولما تمت عشرين عامًا تزوجت في قرية بعيدة عن أخيها الذي لم يقصر في حقها، وفي ودها إنها قريبة لأخيها حتى إنها تطلع على حاله، وإذا صار له أي حاجة تعملها له، هذا الذي بودها، لكن البعد حال بينها وبينه، وكان في بيت وارثه من أبيه وجمع قريشات قليلة وذهب إلى أخته الحنون وقال يا أختي أنت مع الزوج ولك منه أولاد وأنا ليس لي زوجة وأريد منك تبيعين عليّ نصيبك من البيت الذي ورثناه من أبينا، قالت له ما عندي مانع، لكن ما يصلح البيع إلا عند القاضي الذي يقضي بين الناس.
شره عليها أخوها حيث إنه محسن بها ومزوجها رجل على رغبتها، وكادّ عليها من صغرها ويزعم أنه له عليها حق، وقال في نفسه هذه أختي الذي مالي غيرها تعمل معي هكذا، وصار عنده شره عظيم، ظن فيها أنها تقول إنه نازل هذا البيت كم عام ولم يعطني حقي من الإجار، قالت إذا صار بكرة رحنا للقاضي ونشوف ويش يقول.
خاف، وقال يا الله الخيرة ما هقيت إن أختي الوحيدة تعمل معي هكذا، ولما حضروا عند القاضي قال: ويش عندكم، قالت: هذا أخي من أمي وأبي، ومات والدي وأمي، وأنا لم أتم العاشرة من عمري وصار أخي يكد عليّ حتى تزوجت ولم يكن وراء والدي سوى بيت ولي من هذا البيت ثلثه وثلثينه لأخي وأنا أبي أهب نصيبي من هذا البيت لأخي لفعله الجميل معي وأريدك يا قاضي تكتب هذا البيت له وأنا موهبة أخي نصيبي من البيت الذي حدوده ومكانه كذا.